بيان حول اللقاء الصحفي مع صحيفة AKSAM ووعود التسليح

كثر الحديث عن تصريح لصحيفة تركية عن طلبي عدم تسليح الثوار!! ووقع كثيرون في سوء الظن دون تبين منهم، ورغم أنه تم نفي مانقلوه مرات، إلا أنه لم يصل للبعض، وآخرون يصرون على معانٍ لم ترد أصلاً.
المقابلة كانت باللغة الإنكليزية ثم ترجمته الصحيفة إلى التركية، ولست خبير ترجمة حتى أحكم بدقتها، و نقلت لي ترجمات مختلفة كلها لم تشر إلى ما فهمه بعض الإخوة، أو حاولوا قسراً حمل كلامي عليه.
البعض أتى بكلمات يحاول منها استنباط المعنى ولم يوفق، بسبب أنه يلزمه فهم المقال كله، حتى يفهم سياق كل جملة فيه.

وهذا رابط المقال لمن يحب:
http://www.aksam.com.tr/siyaset/isid-suriyedeki-sivil-devrimi-caldi/haber-317935
وفي كل الحالات، فليس عندنا شيء مخبأ، وسأوضح رأيي بجلاء بغض النظر عن أي لبس آخر.

أولاً: أدعو إلى حل سياسي وأرى أن استمرار الاقتتال خرج عن أهداف الثورة السورية ابتداء وأنه أصبح استنزافاً لكل شيء في سورية، وفقدنا خيرة أهلنا وشبابنا ودمر أغلب بلادنا بسبب أجندات وصراعات إقليمية ودولية، لم أشعر يوماً أنها كانت حريصة على إنقاذ السوريين، بمقدار دفعهم إلى المزيد من الاقتتال والدم.

ثانياً: ثبت لي بشكل جلي تماماً منذ أكثر من عام ونصف أن الوعود بدعم الثورة السورية كانت وعوداً مراوغة، ساهم في تسويقها بعض المعارضين السياسيين كسباً فيما يظنونه للشارع، رغم تأكيد دول عديدة جهاراً نهاراً أن ما ستقدمه له سقف واضح، ولم تيق جهة دولية إلا وأكدت أنه غير مسموح لأحد الطرفين أن ينتصر عسكرياً! وكان هذا أحد أسباب استقالتي بعد اجتماع عاصف مع وزراء خارجية أصدقاء سورية، فلن أكون القبعة التي يُخدع شعبنا بها وتقوده إلى السراب.

ثالثاً: المنظومات الدولية تعمل وفق مصالحها، ولا تحس بالبراميل المتفجرة ورعب الأطفال وأشلائهم المتناثرة في أحياء حلب الفقيرة، ولا بالشقاء الذي يعيشه أهلنا في المخيمات ولا بالشعب المنكوب في حوران، ولا بالتدمير الماحق والاستئصال في حمص، ولا بأسير ولا مغتصبة ولا جريح ولا مشلول، ولا بعربي ولاكردي ولا تركماني ولا مسلم ولا مسيحي، ولا متدين ولا علماني، ولا بمن هو مع الثورة ولا بمن هو مع النظام، وبالتالي فإن علينا كسوريين أن نقرر مصيرنا وأول ذلك استقلال قرارنا السياسي بالمطلق.

رابعاً: دعوتنا للتفاوض مع النظام ليست هدراً لطوفان الدم الذي قدمه أهلنا من أجل حريتهم، بل توفيراً لمزيد من الدم والدمار الذي تدفع سورية إليه (والكل يسمع عن أن الأمر مرشح للاستمرار حوالي عشر سنوات!!) والحقيقة هي أن النظام حتى الآن لم يفهم قضية حرية الناس وكرامتهم، فما زال يقصف ويقتل ويعتقل، و يقوم بمصالحات ترقيعية موضعية متجاوزاً حقيقة أنه السبب الأول لكل ما يجري، ودون السعي إلى أي حل وطني شامل.

خامساً: الزعم بأنه ربما، ويفكرون، ولعله، وسيدرسون، وهناك بحث.. عن دعم المعارضة هو زعم استهلاكي غير صحيح، وهم يشكلون نخباً موالية لأنظمة اقليمية للقضاء على ثوار البلد الحقيقيين، ودفع البلد لتكون تحت وصاية دول أخرى.

سادساً: لما تبين أن الدعم هو وهمي ومحدود ومشروط بالارتباط والولاء لهم، صار كل حديث عن التسليح هو مزيد لاستنزاف المزيد من دماء شبابنا و وتدمير كل مافي سورية من قوة وسلاح، لم يكن يوماً ملكاً للنظام، بل دفع ثمنه شعبنا من دمه ودمعه وخبز أطفاله.

سابعاً: كنا نطالب في المؤتمرات الدولية دائماً بأنكم إذا كنتم لاتريدون تقديم مساعدة فعالة حتى للمدنيين والأبرياء، فكيف تزعمون صداقة الشعب السوري وأنتم تمنعونه حتى من الدفاع عن نفسه! ومهما بلغ تلاعبكم بنا فعلى الأقل ومن باب إنساني، اضغطوا من أجل إيقاف التسليح الذي تقوم به روسية وإيران للنظام، مما يساعده على المزيد من القتل والدم والتدمير.

ثامناً: أرفض كل ولاء للدول العالمية أو الاقليمية، وأعتبر أن الالتزام بأجنداتها انحراف مخز عن خط الثورة السورية التي نعرفها وعملنا من أجلها، كما أن من قام ليدفع عن دينه ونفسه وعرضه في وجه توحش النظام وشهوة الدم عنده فإنما هو مجاهد في سبيل الله، وإن قتل فهو من أعظم الشهداء فيما نحسب ولا نزكي على الله أحداً، والنظام لم يبق لأحد مخرجاً إلا الذل أو المدافعة له، وحاشا لله أن نطلب من المظلوم أن لا يدفع عن نفسه الظلم، فهذا بحد ذاته جريمة.

تاسعاً: نرجو لكل إخواننا صدق النية، وأن يكون عملهم لله لا للمنصب ولا للجاه، وأن لا يباعوا ويشتروا ممن يملكون المال، ويريدون تصفية حساباتهم مع دول أخرى على أرضنا وبدم أطفالنا بشراء بعض الغافلين أو الانتهازيين منا، وندعو السلطة المتوحشة إلى أن تفيق من سكرتها، وأن تدرك ما فعلته بأهلنا وشعبنا من الظلم المديد، ثم فشل إدارتها للأزمة من كل الوجوه، وأن تتعقل ولو مرة يتيمة وتعترف بأخطائها من أجل تجنيب سورية حرب استنزاف طويلة ستزداد فيها خسائر الجميع، وقد يكون كل ماجرى من الدمار والدم هيناً أمامها.

اللهم سدد قولنا وعملنا جميعاً والحمد لله رب العالمين.
كتبه أحمد معاذ الخطيب
25 حزيران 2014

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف صوتيات ومرئيات, مقابلات إعلامية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.