كلمة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب أمام مؤتمر أصدقاء الشعب السوري

كلمة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد معاذ الخطيب، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مراكش، والتي تضم أكثر من مائة دولة عربية وغربية.

بسم الله الرحمن الرحيم
مأساة سورية أعظم من أن تصفها كلمات البشر عشرون شهرا تحت تدمير ممنهج شامل شمل الانسان تعذبيا وقتلا وسجنا وشمل البنية التحتية تدميرا ونهبا وحرقا ولأول مرة قصفت الطائرات الميغ الروسية الصنع التي دفع شعبنا ثمنها من دمه وحليب أطفاله.
قصفت الاحياء المدنية بشكل يومي ومتوحش، حاول النظام العبث اللامسؤول بالنسيج الوطني السوري وأوهم الكثيرين أنه مفتاح الأمن للجميع متناسياً أن سورية وشعبها وجدا منذ وجد التاريخ وتاريخنا لم يبدأ بحزب البعث وإن كان من ندبة سوداء في تاريخنا فهو هذا النظام وحده.

سورية لب العالم وروحه وحاول النظام ببدائيته طمس كل معالم حضارتها ووضع أبنائها في مواجهة بعضهم بل محا من مناهج التعليم أسماء الآباء المؤسسين لاستقلال سورية الحديث كالسادة هاشم الاتاسي ابراهيم هنانو، خالد العظم، فارس الخوري شكري القوتلي ظاناً بعربدته أنه سيطفئ نور الشمس.


وليسقط هذا النظام غير المسبوق في همجيته ولتكون هناك قيادة شرعية للشعب السوري يعبر عن اهدافه وآماله ولد الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة ليعيد الامل والبسمة الى ابناء شعبنا ولد من رحم معاناة لا تنتهي ويضم قوى كثيرة وستنضم اليه قوى اخرى، نرحب فيه باخواننا الكورد الذين اتوا البارحة شركاء اعزاء في ائتلافنا وفي بناء وطن حر كريم يحافظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً.

إن هدف الائتلاف هو اسقاط النظام ثم التهيئة لمؤتمر وطني جامع يسير بسورية نحو مستقبل واعد
عند تلك اللحظة سيحل الائتلاف ذاتياً وكلنا ثقة بان ابناء وبنات سورية قادرون على قيادتها لتستعيد مكانتها العربية والاسلامية والدولية.

إن ما نريده لسورية هو مجتمع آمن متعدد أساسه العدل والمساواة في الحقوق والواجبات واحترام حقوق الانسان والمحافظة على النسيج الاجتماعي والثقافي المتنوع والفريد.

وإن سعينا الى اسقاط النظام وتفكيك بنيته الامنية لا يعني ابداً تقويض بنية الدولة فالنظام الفاسد يجب ان يرحل ومؤسسات الدولة ملك للشعب الذي نطالبه بالمحافظة التامة عليها فقد دفع ثمنها من دمه وعرقه.

إن المخلصين لشعبنا يعملون بجد من اجل قضيته وقد حققوا مكاسب كثيرة منها سحب مشروعية النظام الدولية وحشد الدعم السياسي لاقتلاعه وانشاء اعمال اغاثية واسعة توجت بوحدة الدعم الانساني وكلها تبقى اقل من المطلوب بسبب التخريب الهائل الذي قام به النظام كما شكلت قيادة مشتركة للقوى العسكرية تقودها كفاءات عالية مخلصة نبارك لهم جهودهم في الدفاع عن شعبنا ليكونوا نواة جيش وطني قادم وهناك هيئات قضائية واغاثية وشرعية تعمل في ظروف بالغة الصعوبة
آن للمجتمع الدولي ان يتخذ خطوة حاسمة تجاه النظام فقد كفى شعبنا ان يذبح ويهجر في المنافي بل يموت اطفاله من البرد في المخيمات وتغتصب بناته ويعدم شبابه وتهدم بنيته.

في ظل هذه الظروف وفي هذا المؤتمر الجامع يطالب الائتلاف المجتمع الدولي باداء واجباته الدولية والاخلاقية والانسانية لشعب لا يطلب صدقة بل استحقاقاً دفع ثمنه غالياً جداً من دم احراره وحرائره بل من عيون اطفاله، مطالبنا هي:
١- ان يعتبر الائتلاف هو الممثل الشرعي للشعب السوري وان يعطى كافة الصلاحيات المترتبة على ذلك.
٢- تقديم دعم مالي وصحي واغاثي عاجل لتخفيف المعاناة الطويلة المتفاقمة كل يوم.
٣- انشاء صندوق دعم مفتوح لاعادة الاعمار وتجديد البنية التحتية لسورية وتقديم كل انواع الدعم الفني للبناء.
٤- الاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل الممكنة.
٥- تجميد اموال العصابة الحاكمة في كل الدول والتي هي الاموال المنهوبة للشعب السوري لوضعها من أجل الاعمار والبناء القادم.
٦- اعداد الملفات اللازمة لتقديم المسؤولين عن الاعمال الاجرامية في سورية الى محكمة الجنايات الدولية.
٧- نطالب كل دول العالم بتسهيل اجراءات الاقامة والتنقل والعمل للسوريين اضافة الى امور التعليم والطبابة قدر طاقتها ورعاية الجاليات السورية التي لم يبقى فيها بيت دون اسير او شهيد او مهاجر كما نطالب كافة السفارات السورية في الارض بالاستجابة الى حاجات السوريين وتسهيلها.

هنالك مسائل أخرى يجب ذكرها:

١- إننا نحمل المجتمع الدولي وخصوصاً روسية كامل المسؤولية في حال استخدم النظام الاسلحة الكيميائية ضد شعبنا ونطالب روسيا برفع كامل الغطاء السياسي وإيقاف اي دعم عسكري للنظام وكنا نتوقع منها ان تبقي ولو خيطاً بسيطاً من العلاقة مع الشعب السوري الذي يرغب بعلاقات متوازنة ومتكافئة مع كافة دول العالم فهو من مؤسسي حركة عدم الانحياز وسيستعيد دوره فيها.

٢- نرفض تماماً تدخل أي قوات اجنبية وإن شعبنا يسأل: لماذا السكوت عن ذبحنا لمدة عشرين شهراً ثم الكلام عن هذا الموضوع الان في نفس الوقت أقول لشعبنا المرابط ان وعيكم وحرصكم على عدم حصول نزاعات طائفية او مقدمات لحرب اهلية هو وحده الضمان لمنع دخول اي قوات اجنبية.

٣- أوجه رسالة مباشرة الى الاخوة العلويين ونقول بكل صراحة: إن الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا ايديكم لها وابدؤوا العصيان المدني ضد النظام فقط ظلمكم كما ظلمنا وبلغ من توحشه انه وضعكم في الواجهة لتبرير جرائمه امتنعوا عن الاستجابة لاوامر وايحاءات النظام ان ديننا واخلاقنا وحياتنا كلها تقرر انه لا تزر وازرة وزر أخرى.

٤- نطالب النظام الإيراني بسحب كافة خبرائه من سورية كما نطالب قيادة حزب الله بسحب أي مقاتلين لها ان وجدوا في سورية فدماؤهم لا يجوز ان تسفك في الدفاع عن نظام فرعوني ارعن.

٥- أريد الكلام عن امر حساس لكل الاطراف واجد من ضروري أن أصارح شعبنا به: أن الرئيس هاشم الاتاسي قد ذهب مع وفد من كبار الشخصيات الوطنية الى باريس وبقوا اشهراً للمفاوضات حول استقلال سورية ، وذهب فارس الخوري الى سان فرانسيسكو ليشرح معاناة شعبنا اننا لم نذهب حتى الان للولايات المتحدة ولم نعقد أي اتفاقات سرية أو علنية معها ولكنها بحكم مسؤوليتها الدولية تقوم باتصالاتها السياسية مع مختلف دول العالم للبحث عن أفضل التفاهمات لانهاء محنة السوريين وخلافنا في وجهات النظر مع الولايات المتحدة في العديد من القضايا لا يمنعنا من رؤية الجانب الإيجابي في تحركها تجاه شعبنا وآخرها اعتراف الولايات المتحدة بالائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري ولقد قلت اكثر من مرة أنني لاحظت دمعة في عيني الرئيس اوباما وهو يشكر في حملته الانتخابية طاقمه وهذا يدل على حبه لشعبه ووفائه للعاملين معه وهذا يعني أيضاً أنه يقدر حب الشعوب لأوطانها وعشقها للاستشهاد في سبيلها وتبعاً لذلك أقول بكل شفافية:
إن القرار باعتبار إحدى الجهات التي تقاتل النظام جهة إرهابية تلزم اعادة النظر فيه، إننا نعشق بلادنا بجنون وقد نختلف مع بعض الجهات في أفكارها ورؤيتها السياسية والفكرية ولكننا نؤكد أن كل بنادق الثوار هدفها إسقاط نظام طاغوتي مجرم إنه لا يعيب أحداً أن يكون دافعه الى تحرير بلاده هو الدين، فالدين الذي لا يحرر الشعوب ولا يقوض الظلم هو دين زائف وكون الحراك العسكري إسلامي اللون بمعظمه هو شئ إيجابي فالشهادة في سبيل الله طالما كانت هي المحرك الرئيس لحرية الانسان.

في سورية لست أخاف على مسلم ولا على مسيحي اخاف على شئ واحد هو الانسان ان تمتهن كرامته لان الانسان امرنا الله سبحانه بتكريمه بعد إذ كرمه فقال تعالى ولقد كرمنا بني آدم.
إننا بكل وضوح ضد كل فكر تكفيري إننا ضد كل فكر يستبيح دماء الناس وكل فكر يريد ان يفرض بالقوة رؤيته على الجميع.
كما أن النسيج الاجتماعي لسورية خط لن نسمح لاحد بتجاوزه وأن ضمائر الناس لم تعد تتحمل التوحش الذي يقوم به النظام وليس سراً أن آخر التقارير تحدثت عن استشهد آلاف الاطفال منهم حوالي ثلاثمائة اكثرهم تحت العاشرة من عمره استشهدوا بالتعذيب حتى الموت في أقبية النظام.

أخيراً أقول: يا قادة العالم وحكامه: لقد تعبت الشعوب من الحروب والدماء.
وآن للمجتمع الدولي أن يتفاهم على أسس إنسانية جامعة تتجاوز المصالح السياسية الى المصالح الانسانية.
لسنا نؤمن بالعنف ونعتقد أن الكلمة أقوى من النار والحديد. ولقد زال كل فرعون في الارض وبقيت كلمة الله هي العليا.
إنني اشكر باسم الشعب السوري كل الحكومات والمنظمات والشخصيات التي تساهم في دعم شعبنا وأخص المملكة المغربية وجلالة الملك محمد السادس بذلك، وأقول لشعبنا:
يا شعب سورية الصابر: مزيداً من الصبر والتعاون، لقد كان حلم كل واحد منكم أن يزور جاره وأخاه وأن يعانقه ويقول له أحبك دون أن يعتبر ذلك مؤامرة على الدولة أو نيلاً من هيبتها أو إساءة الى الامن الوطني.
لقد اقترب يومكم يا اهل سورية.
أحييكم جميعاً مدنيين وعسكريين عاملين في الإغاثة والأعمال المدنية مرابطين في المهاجر والمنافي.
أحيي المرأة السورية العظيمة التي كان لها الفضل الأول بعد الله في استمرار الثورة وصبرها العنيد وأقول بكل صراحة لولا المرأة السورية لانكسرت الثورة من ايامها الاولى.
أحيي جيشنا الحر وقيادته الشجاعة.
أحيي شعب سورية الذي يملك من الحب ما يمكن ان يمد العالم كله بالدفء والحياة.

ويا شعب سورية إن الفجر قريب واستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف صوتيات ومرئيات, مقابلات إعلامية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.