دور السياسة الدولية في إثارة النعرات الطائفية والوعي الإسلامي تجاهها – 6

خلاصة البحث:

أظهر البحث مايلي:
· للسياسة الدولية يد ملحوظة في إثارة واستثمار المشاعر الطائفية، بما يخدم مصالحها، من خلال التفرقة، وإثارة العداوات بين مختلف الطوائف.
· تواصل الطوائف مع بعضها وإدراكها لأحوال كل منها أحد مفاتيح التعامل الإيجابي فيما بينها.
· التراحم الطائفي أمر أعمق من التسامح الطائفي، وهو قائم على وقائع تاريخية ثابتة، ويجب إعادة إحيائه من جديد.
· النقاط غير المضيئة في العلاقات بين الطوائف ليست قدراً يتحتم البقاء في أسره.
· يقدم الإسلام بمعناه الواسع ساحة رحبة للالتقاء والتواصل.
· قدمت جمعية التمدن الإسلامي بدمشق ريادة فكرية وعملية في التعامل الطائفي، جدير بأن تعمم ويستفاد منها.
· لا يمكن للسياسة الدولية أن تحدث شروخاً طائفية أو تثير النعرات في ظل وعي وتراحم أصيل.

واختصر كل بحثي فيما قاله أحد كبار رجال جمعية التمدن الإسلامي ، وأحد أدمغة الاقتصاد السوري في الخمسينات، ومدير مصرف سورية المركزي، الدكتور عزت الطرابلسي رحمه الله:
“من ( أنانية ) الإنسان الفردِ أنه يحب احتكار الخلق الطيب والصفة الحسنة ، فيسوؤه أن يراهما في غيره .
أليس من أنانية (الإنسان المجموع) إذاً (كالأمم المستعمِرة) أنها تحب أن تنفرد بالصفات الحسنة : بالحرية والاستقلال !
يقولون “أنْ ليس للوطنية دين فقلت لهم : ألا يكفي أن تكون ديناً [رابطة] للجميع؟”[1].

جريدة المراجع

1- ابن بطوطة، الطنجي، محمد بن عبد الله (779هـ/1377م)، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، القاهرة، المطبعة الأزهرية، 1346هـ/1928.
2- أبو صالح، عبد القدوس، مذكرات الدكتور معروف الدواليبي، تحرير: محمد علي الهاشمي، الرياض، مكتبة العبيكان، 1426هـ/2005م.
3- الأسطواني، محمد سعيد ، مشاهد وأحداث دمشقية في منتصف القرن التاسع عشر، تحقيق: أسعد الأسطواني، دمشق، دار الجمهورية، 1994.
4- بدران، عبد القادر، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال، بيروت، دار ابن عابدين، ط2، 1406/1986.
5- بريك الدمشقي، ميخائيل، تاريخ الشام (1720-1782)، تحقيق وتقديم أحمد غسان سبانو، سلسلة دراسات ووثائق تاريخ دمشق الشام (3)، دمشق، دار قتيبة، 1402هـ/1982م.
6- آل جندي، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي، دمشق، مطبعة الاتحاد، 1960.
7- الحكيم، حسن، صفحة من حياة الشهبندر، دم، مطابع الجمعية العلمية الملكية، 1980.
8- الحصري، ساطع (أبو خلدون)، يوم ميسلون (صفحة من تاريخ العرب الحديث)، بيروت، مكتبة الكشاف، ط2، 1948.
9- الخانجي، جميل شاكر (1898-1976)، ثوار صنعوا الاستقلال (صفحات مضيئة من تاريخ الثورة السورية)، إعداد وتحرير: نشأت جميل الخانجي، دمشق، دار الشرق، 1429هـ/2008م.
10- الخوري، فارس، أوراق فارس الخوري، بعناية كوليت خوري، دمشق، دار طلاس، ط2، 2001، المجلد الأول/2.
11- زرزوز،محمد عدنان، مصطفى السباعي (الداعية المجاهد والفقيه المجدد)، دمشق، دار القلم، ط2، 1424هـ/2003م.
12- الشريف، منير، المسلمون العلويون، من هم؟ وأين هم؟ وقد طبعته المطبعة العمومية بدمشق طبعة ثانية عام 1960.
13- الصواف، محمد شريف، موسوعة الأسر الدمشقية، دمشق، بيت الحكمة، ط2، 1431هـ/2010م، المجلد الأول/3.
14- العبد، حسن آغا، حوادث بلاد الشام والامبراطورية العثمانية، تحقيق يوسف جميل نعيسة، دار دمشق، 1986.
15- العظمة، عبد العزيز، مرآة الشام (تاريخ الشام وأهلها)، تحقيق: نجدة فتحي صفوة، دمشق، دار الفكر، ط2،142هـ/2002م.
16- عياش، عبد القادر ، معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين، دمشق، دار الفكر، 1405هـ/1985.
17- القرضاوي، يوسف، فقه الجهاد، القاهرة، مكتبة وهبة، 1430هـ/2009م، 2م.
18- نعيسة، يوسف جميل، مجتمع مدينة دمشق، (1186-1256هـ/1172-1840م)، دمشق، دار طلاس، ط2، 1994.
19- كيالي، نزار، دراسة في تاريخ سورية السياسي المعاصر (1920-1950) ، دمشق ، دار طلاس ، 1997. – وجيه الكوثراني، بلاد الشام في مطلع القرن العشرين (قراءة في الوثائق)، معهد الإنماء العربي، طرابلس الغرب، 1980.
20- المالح، محمد رياض، عالم الأمة وزاهد العصر: العلامة المحدث الأكبر بدر الدين الحسني، دمشق، 1397هـ/1977م.
21- المالح، محمد رياض- نزار أباظة، إتمام الأعلام، ، دمشق، دار الفكر، ط2، 1424هـ/2003م.
22- الموصلي، منذر، البحث عن الحقيقة (المرشدية وسليمان المرشد)، دمشق، دار المروة، ط2، 1429هـ/2008م.
23- اليافي، عبد الكريم، الدين والإحياء الروحي في الوطن العربي اليوم، دمشق، منشورات وزارة الثقافة، 2004.

24- ashreb-achrek, N 198-Hiver,Paris, 2008-2009.
25- http://www.asharqalarabi.org.uk/mushrakat/b-mushacat-207.htm.
26- http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/04/100411_sudan_elex_ carter_tc2.shtml
27- http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1173695208143 &pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout

28- http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=9706&article=307826

29- http://darbuna.com

30- http://www.odabasham.net/show.php?sid=894.

31- http://www.islamwijzer.nl/forums/vbnews.php?do=viewarticle&artid=94&title=Open%20brief%20aan%20Wilders
32- مجلة التمدن الإسلامي، جمعية التمدن الإسلامي، دمشق (1935-1982) أعداد مختلفة
33- جريدة بردى اليومية، جورج فارس ومنير الريس، السنة 2، العدد 301، 24 شعبان 1366هـ/13 تموز 1947م.
34- سجل القرارات لجمعية التمدن الإسلامي، (1932-1961).
35- سجل مستوصف جمعية التمدن الإسلامي (1959-1960).
36- نظام جمعية التمدن الإسلامي، شهر برقم 490 وتاريخ 8 حزيران 1960.

ملحق رقم ( 1 ) مقتطفات من مقال بعنوان : الذين يتوبون ويَذَّكَّرون
حول العلاقة مع الشيعة وملف إيران النووي (كتبه: أحمد معاذ الخطيب الحسني ، بتاريخ 2 تشرين الثاني 2007م)
يمكن الاطلاع على المقال الأصلي في الموقع التالي: https://www.darbuna.com/word/?ID=780
ليس الاعتراف بالخطأ سهلاً كما قد يتصور البعض، بل هو عملية جذرية في التفكير والتصورات والمبادئ والأصول الشرعية وتقدير المصالح، والموازنة بين الهدف القريب والبعيد.

لنأخذ مثالاً عن ذلك ملف إيران النووي، والحشد الغربي الدولي ضدها. لقد عانى المسلمون تاريخياً من شرخ حاد بسبب الخلاف المذهبي بين السنة والشيعة، ولكنني أزعم أن الاحتقان الموجود الآن لم يسبق قط ، وكان الصراع يعمل على المحور السياسي ثم العلمي والفقهي، وقد تتفاقم الأمور فتتسرب إلى العامة فتحصل اشتباكات واعتداءات لا تلبث أن تنطفئ ويعود الناس إلى حياة طبيعية فطرية، ويتجاورون ويتزوجون من بعضهم ويتبايعون رغم كل الخلافات، لأن الحامل الشرعي الفطري ثم الاجتماعي الذي يضمهم يبقى مهما حصل أكثر زخماً من التفعيل السياسي أو السجال العلمي أو التناوش والصدام العملي، الذي قد يحصل في أماكن تبقى محدودة ولا تنتقل لتصبح فتنة عارمة.

لماذا لم ينتبه أحد إلى أن إذكاء الفتنة الطائفية يتجه إلى مستويات مخيفة بسبب الحقن من كل الأطراف، ولماذا لم ننتبه إلى أن الأسباب التي نختلف عليها كانت موجودة ولكن ساحتها لم تكن أبداً بالاتساع والحجم الذي تحتله اليوم! بل إن مافي بطون الكتب من الصراعات المذهبية شيء مذهل حقيقة، ولكنه بقي في الكتب وقد يطل برأسه في صراعات محدودة ولكنها لا تغير لون كافة المجتمعات.

الموجود اليوم هو تجييش سياسي ماكر، وليس فقط عداءً عقدياً أومذهبياً فالعقيدة والمذهب والطائفة موجودة كلها سابقاً ولم تؤد إلى مانحن فيه.

ابحث عن النخر الداخلي الذي جعل الدول الكبرى قادرة على ضخ الفتنة في مجتمعاتنا، وابحث عن السبب في أن التهيئة لعمل عسكري ضد إيران صار الحديث عنه عادياً، وقد يحصل، ولكن الأخطر هو موقف الدول الإسلامية المتخاذل، وأكثر منه خطراً الموقف النفسي للحركات الإسلامية! والتي قد تعطي انطباعاً للساحة الشعبية بعدم أهمية الأمر وأنه لا يخصنا!

إن الحسرة السنية بسبب الغزو الشيعي المدعوم من الدولة الإيرانية ليس سبباً كافياً للصمت حيال احتمال الاعتداء على إيران، ولنفترض أننا نختلف عن الشيعة في العقيدة خمسين بالمائة وفي الفقه عشرين بالمائة (مجرد افتراض) فإن اختلافنا مع الغرب الماكر في العقيدة تسعين بالمائة …

إن امتلاك إيران للقوة النووية لا يؤذي أي سني لكنه رادع مرعب للقوى المتكالبة على العالم الإسلامي، والعدوان على إيران زيادة في الهيمنة على المنطقة والتكالب على ثرواتها وتعميق لغزو ثقافي واجتماعي يزداد تجذراً في العالم الإسلامي.

بصراحة من المنطقي والشرعي أن نرفض أي مس بإيران ونعتبر ذلك عدواناً على الأمة المسلمة كلها.

هذا الرفض إنما هو للعدوان، ولكن هناك مسألة أخطر قد لا ننتبه لها، وهي أن السلاح النووي كله إنما هو لعنة على البشرية، وأعتقد من الناحية الشرعية أنه لا يدخل فيما أمرنا بإعداده من القوة، فإن التوحش وإفناء البشر ليس من مقاصد الشريعة بل من مصادماتها.وما امتلكته الدول الإسلامية حتى الآن من سلاح وعتاد وجيوش لم يُجد نقيراً ولا قطميراً في وجه الغزاة، ويظهر أن أغلب الأنظمة العربية والإسلامية لم تكن صادقةً يوماً في صدها للغزاة والمحتلين وإنما كانت خنجراً في ظهر شعوبها ومتاجرة بالشعارات وهي تنظر بدم بارد إلى الشعوب تذبح بين أيدي المحتلين، ومن يقاوم الاحتلال دائماً هم أبناء الأمة الضعفاء والمهمشين والمصادرين ، وخصوصاً الإسلاميين الذين لا يستطيعون بيع مبادئهم وتبقى بلادهم وأهلوهم عزيزين عليهم فيفدونهم بأرواحهم وهم الذين لم يلقوا منهم إلا الأذى والمشانق والسجون والتنكيل.

ومسألة أخرى: إن من الخطأ الجسيم للأمة المسلمة أن تحاول مجاراة عدوها فيما هو من خصائصه من الهمجية والتوحش، بل عليها تعميق خصائصها الإنسانية وتفعيل دورها الحضاري كرائد في عالم القوى اليوم.

يجب أن ندرك أن مازلنا نملكه من خصائص لا يزال يشكل فتنة وسحراً لعالم اليوم وللمجتمعات البشرية التي يزيد تخبط أنظمتها، وأن ما نحن فيه من عطالة، وما يسيطر على بلاد المسلمين من غرق في التاريخ وخضوع للأنظمة المتخلفة السياسية والدينية ومفرزاتها الاجتماعية هو أكبر الصادات وعوامل الشلل التي تمنع الأمة من الانطلاق.

يجب أن نعطي اللحظة الحاضرة حقها فنرفض العدوان على أي بلد مسلم، بل أي بلد مظلوم، ويجب أن نعطي المستقبل حقه فلا نجري في المنظومات التي تستهلكنا ولا نظن أن امتلاك السلاح النووي هو مفتاح القوة … هذه الدولة الباغية (إسرائيل) يقال أنها تمتلك أكثر من مائة قنبلة ذرية! ولكنها لا تستطيع أن تستخدمها عندما يكون السلاح هو الحجر! والجنود هم الناس … هي فقط تستطيع ردع الأنظمة!

يكفي أن ينظر البشر إلى ما استهلكته الحروب المعاصرة من الأموال وأفنته من البشر وحملته من الرعب والدمار والفتن ليعلم أن تكديس السلاح من أعظم الذنوب، وكلما غرقت الأمة في الجهل أنفقت على السلاح، ونست التعليم والصحة والمعرفة والبحث والتطوير، والاستقرار النفسي والاجتماعي، ولا ينبئك مثل بلاد العرب المتخلفة عن أمثال ذلك المصير.
[1] – عزت الطرابلسي، مجلة التمدن الإسلامي،مرجع سابق، السنة الأولى، العدد الرابع، 1935م.

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف المناهج. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.