مقابلة مع قناة الجزيرة 29-12-2006

أجرت قناة الجزيرة مع مشرف الموقع أحمد معاذ الخطيب الحسني

مقابلة على الهواء في برنامج : مباشر مع ، وذلك في الساعة السابعة مساء بتوقيت دمشق وبتاريخ التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1427 الموافق لـ 29/كانون الأول/2006

مقدمة الحلقة : المذيعة الأخت منى سلمان ، وفيما يلي النص الكتابي للمقابلة :

منى سلمان : أهلا بكم مشهد مهيب تقشعر له الأبدان إنه مشهد الملايين من حجاج بيت الله الحرام تعلو تكبيراتهم على صعيد عرفة ، لكن هذا المشهد الذي يوحي بتوحد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يكاد يكون عزيزاً في بقية أيام العام وعلى الأخص في هذا العام والذي كان عاماً صعباً بكل المقاييس على أمة المسلمين فهو عام تزايدت فيه الأخطار من تحديات خارجية واستفزاز لمشاعر المسلمين لم يكن أولها الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ولا آخرها استشهادات بابا الفاتيكان في محاضرته التي استدعت تراثاً طويلاً من الصراع بين الشرق والغرب باسم الدين ، وانقسامات أخرى داخلية إذ ربما لم يرتفع صوت الحديث عن الخلافات المذهبية وتختلط بالخلافات السياسية بالصورة التي شهدها هذا العام فكيف يمكن للمناسبة العظيمة التي تستدعي تراث التضحية والعطاء وتتجلى فيها الوحدة والمساواة بين مسلمي الأرض أن تكون مناسبة للتفكير في الخروج من هذه الأزمات ؛ تساؤلات نطرحها على مائدة الحوار مع ضيفنا لهذا المساء من دمشق الشيخ أحمد معاذ الخطيب الحسني خطيب الجامع الأموي سابقاً مساء الخير فضيلة الشيخ وكل عام وأنت والمسلمين جمعياً بألف خير .

معاذ الخطيب : السلام عليك أختي الكريمة بارك الله بك وكل عام وأنت بخير .

منى سلمان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بالطبع لا أنسى أن أدعو السادة المشاهدين للمشاركة معنا في هذا الحوار عبر البريد الإلكتروني وعبر الهاتف من خلال الأرقام والعنوان الإلكتروني المبينين على الشاشة ، أبدأ من ضيفي من دمشق بعد التهنئة بالعيد كيف يمكن للعيد وللوقوف بعرفة أن يكون مناسبة كما أرادها الله وكما جرت سنة نبينا أن تكون مناسبة لاستذكار الأخطار المحدقة بالأمة الإسلامية .

معاذ الخطيب : أختي الكريمة هناك أمر لا بد أن نقرره ابتداءً حتى نستطيع أن نتابع هل هذه الأمة تحمل الكثير من المكونات والخير أم أن الخير قد أصبح ضامراً فيها الذي نعتقده عقيدة أن الخير في هذه الأمة باق إلى يوم القيامة وكما ورد في الحديث الشريف { أمتي كالغيث لا يُدرى الخير في أوله أم في آخره } إذاً دعونا نتفق على هذا الأمر ، الأمر الآخر يعني لتسمحي لي أن أوجه بعض الرسائل الصغيرة جداً إلى من حولنا ، على سبيل المثال مثلاً أريد أن أوجه رسالة إلى إخواننا الدعاة في الأرض كلها وذلك من خلال قوله تعالى { وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين } ما دام هذا الدين ديناً عالمياً حقيقة صالحاً لكل زمان ومكان علينا أن نعيد مد بساط هذا الدين في كل مكان وأن نحاول مرة أخرى فهم آليات حركته بين الشعوب والأمم ابتداء من شعوبنا نحن وانتهاء بكل شعوب الأرض لأن الشعوب حقيقة بحاجة ماسة إلى من يرفع عنها هذا الظلم الذي صارت تعيش به بشكل هائل جداً فهذه أول رسالة إلى كل إخواننا الدعاة والعاملين في الحقل الإسلامي بارك الله فيهم وجميعهم على ثغور لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى . الرسالة الثانية رسالة إلى حكامنا جميعاً نحن لا نتبنى الفكر الصدامي أبداً وحقيقة لا نرغب إلا أن تكون بلادنا في غاية الأمن والاستقرار ولكن ليسمح لنا الحكام أن نقول أنهم قد ضيقوا علينا الدروب ويجب على هؤلاء الحكام كي تبقى هذه الأمة في خيرأ أويقودوها إلى كل خير لأننا لسنا طلاب كراسي أبداً نريد لهذه الأمة الاستقرار وبصراحة الإيمان لا يهترئ قد تهترئ الشعوب تحت وطأة الظلم والفساد والاستبداد ولكن الإيمان لا يهترئ فنحن ندعوهم مرة ثانية إلى إعادة قراءة الإسلام مرة ثانية وثالثة ورابعة من أجل نجاة شعوبهم ومن أجل زيادة الخير والاستقرار للأمة كلها . الرسالة الثالثة السريعة إلى عموم المسلمين جميعاً في الأرض المسلمون الآن حقيقة في ضيق في إشكالات لا يعلمها إلا الله يرى الناس ويسمع ، كأنه لجملة ظروف تاريخية واجتماعية وسياسية مختلفة أصبح الناس يفكرون بشكل فردي دائماً وبالتالي فإن القوة الفردية لا يمكن أن تأتي بنتيجة ويد الله مع الجماعة لا بد أن يعيد الناس التلاحم فيما بينهم وأن يرفعوا للخير راية وأن يتضامنوا إذا وقع الظلم بأحدهم سواء كان فرداً أم جماعة أو دولة ، من المؤسف أننا أصبحنا جميعاً شبه موثـقين لا نستطيع أن نتحرك فإذاً علينا أن نعيد اللحمة مرة ثانية . الرسالة الرابعة والأخيرة إلى وسائل الإعلام التي بعضها حقيقة لا يحمل رسالةً ولا هدفاً هناك قنوات قليلة حقيقةً أظنها تقوم بما لا تقوم به جيوش من الدعاة من حمل الناس على الخير نحن لا ننادي فقط بطرح الوضع الديني بشكله الحرفي وإنما نقول الفطرة البشرية فلتعد مرة ثانية على هذه الشاشات وليتق الله تعالى أصحاب وسائل الإعلام الذين لا هدف لهم ولا رسالة واضحة . فهذه رسائلي الأربعة الأساسية لأقول بعدها الخير الباقي فينا يكفينا بل يحينا وفي الأمة كمون هائل لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ينتظر رجالاً ، ينتظر قادةً حكاماً صالحين يأخذون بيد شعوبهم التي حقيقة ظمئت وتنتظر المنقذ .

منى سلمان : نعم ، فضيلة الشيخ سأعود ربما ببعض التفصيل لبعض ما ورد في رسائلك هذه والأشخاص الذين أو حتى الأشخاص الاعتبارين الذين وجهت إليهم هذه الرسائل لكن دعني أبدأ بتساؤل ربما يحتاج حتى إلى الكثير لكن دعنا نستمع إلى اجتهادك أنت كيف ترى كيفية التقريب بين المسلمين واللعب على المشتركات دون أن تدخل السياسة التي رأيناها أنها فرقتهم إلى مذاهب هل ترى أن هذا الخلاف هو خلاف ديني بالأساس أم أنه خلاف سياسي اكتسى بثياب الدين .

معاذ الخطيب : والله أختي الكريمة بعد تعبٍ شديد وأظن كثيرين من إخواننا وأساتذتنا تعبوا نفس التعب وأكثر أنا أعتقد أن أكثر المشاكل التي يعاني منها المسلمون الآن هي مشاكل تاريخية سياسية ويمكن بقليل من التروي والتدبر والبحث العميق أن نخرج من أكثرها لا أقول كلها لا أريد أن أكون مثالياً ولكن أقول نخرج من أكثرها وعندها فسيصبح مستوى الاختلاف بيننا عادياً وطبيعياً ويمكن تحمله من كل الأطراف ، أما الآن فالصراع يتجه إلى محاور خطيرة جداً وفي نفس الوقت أقول حبذا وآمل ممن بقي فيهم الصلاح والتقوى في هذه الأمة سواء كان حكاماً أم علماء أم أصحاب أموال أن ينشؤا مراكز للدراسات لإعادة يعني دراسة الأمور الحرجة والحساسة من جذورها من دون مراعاة لأحد أو نوع من المجاملات ، على سبيل الصراحة مثلاً الآن ويعني قبل قليل تفضلتم في عدة استضافات سابقة عن مسألة الصراع السني والشيعي أنا وبحمد الله ربما يعني أتبع مدرسة معينة وأرى الصواب في مذهب معين ولكن لا أرى هناك أي إشكال إذا يمكن لمركز دراسات إسلامي يحاول أن يعيد قراءة الأمور من البداية من دون محاباة لأحد حتى نخرج بصيغة لن تكون هي طبعاً الشيء الذي يرضاه هذا أو يرضاه هذا وإنما هو الشيء الذي يبحث عن الصواب باشتراك الجميع ، هناك وسائل كثيرة عند البحث سنجد أنها في غاية الضآلة ألبست ثياباً واسعة جداً وتجيش لها أموال ودول وأشخاص وتبذل الدماء من أجلها وهي قضايا غير صحيحة والله تعالى أعلم حبذا لو يحصل مثل هذا الأمر أظن أنه يحل كثير من المشاكل إن شاء الله .

منى سلمان : نعم لكن الأمر لا يحل فقط على موائد البحث ، مراكز البحث ربما تكون كثيرة ، ربما يدرك العلماء حتى هذه الخلافات التي تحدثت عنها …

معاذ الخطيب : لا أسمعك …

منى سلمان : ومدى عمقها سيدي الشيخ ، لكنني أنا أتحدث عن الشارع أصبح هناك فيه حالة من الاستقطاب السياسي

معاذ الخطيب : الصوت غير واضح أبداً …

منى سلمان : على خلفية دينية ، كيف يمكن رأب هذا الصدع إذا كانت الأبحاث تستغرق سنوات طويلة فما الذي يمكن لعلماء الدين وللدعاة مثل فضيلتكم أن تقولونه لهذا الشارع العربي ؟

معاذ الخطيب : الصوت غير واضح أبداً …

منى سلمان : عفواً سيدي هل تسمعني الآن بشكل أوضح ؟؟

معاذ الخطيب : لا لا بعيد جداً …

منى سلمان : حتى يبدو الصوت أو تحل مشكلة الصوت دعنا نذهب إلى بعض المكالمات الهاتفية معي من السعودية حسن عبد الله تفضل …

حسن عبد الله : السلام عليكم

منى سلمان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

حسن عبد الله : كل عام وأنت بخير إن شاء الله .

منى سلمان : أهلاً وسهلاً وأنت بخير تفضل .

حسن عبد الله : بس يعني أريد أوجه نداء للأمة الإسلامية أن تجمع يعني تدعم أهل السنة في كل مكان خاصة هنا السعودية العقيدة صافية ، المفروض تتبع السنة هنا ، يصير لهم مرجعية ، هنا السعودية يعني مرجعية للسنة ، الآن إيران تثير القلاقل في اليمن وفي لبنان وفي كل مكان ، حتى السودان …

منى سلمان : سيد حسن برأيك أيهما أشد خطراً على الأمة ، أو هل الوقت مناسب الآن للتحدث عن مثل هذه الخلافات وخاصة أن الأمة الإسلامية بكاملها تواجه تحديات من خارجها .

حسن عبد الله : إن شاء الله ما ينخاف ، الدين واضح ، والعقيدة واضحة ، يعني العقيدة هي عقيدة أهل السنة والجماعة والتي تحتضنها السعودية عقيدة صافية لا لبس فيها ، يعني بعيدة عن البدع جميع البدع ، الآن الشيعة الآن الله يهديهم ، يعني بدع كلها ، شي الدين هذا ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، يعني هنا مفروض تدعم هذه الدولة اللي هي السعودية لأنها تحتضن السنة وبرده يعني ليس لأنها سعودية لاء لأنها يعني حتى علامتها النخلة ، ما هي النخلة ، نخلة مريم عليها السلام وعيسى ابن مريم والسيفين لحمايتها فإن شاء الله ….

منى سلمان : نعم شكراً لك حسن عبد الله من السعودية ، معي من بريطانيا أسامة منجد …. أسامة منجد من بريطانيا … نعم أسمعك تفضل .

أسامة المنجد : أيواه ، نعم ولضيفك الكريم وكل عام وأنت بخير .

منى سلمان : وأنت بألف خير .

أسامة المنجد : سؤالي يعني للأستاذ الشيخ هو هناك يعني مشروع أو مشروعين في المنطقة ، مشروع استعماري غازي ومشروع استبدادي ، السؤال الآن كيف يمكننا أن نزرع الوعي عند الناس بأن نرفض كلا هذين المشروعين المشروع الاستبدادي الذي يحجم قواعد ……

منى سلمان : سيد أسامة برأيك وأنت عربي تعيش في الخارج هل تبدو مثل هذه التحديات واضحة للمسلمين الذين يعيشون في خارج أوطانهم العربية .

أسامة المنجد : يعني المتابع لهذه الأمور ومن هو مهتم بالشأن العام طبعاً يتابع هذه الأمور ويعلم بأن … (انقطاع في الصوت)

منى سلمان : نعم واضحة هذه النقطة ، ولكن ماذا عن دوركم أنتم كمسلمين تعيشون في الخارج في ظل هذا لنقل سوء التفاهم الذي أصبح متفاقماً بين المسلمين وبين بقية العالم كما يبدو من وجهة نظر البعض ….. سيد أسامة هل تسمعني ؟؟

أسامة المنجد : نعم أسمعك .

منى سلمان : سألتك عن دور المسلمين الذي يعيشون في الخارج ، يعني نعرف أن الكثير من الأمم دخلت في الإسلام نتيجة معاملتهم مع المسلمين الذين كانوا يعيشون في مثل هذه البلدان ، هل تشعرون كمسلمين تعيشون في الخارج أن عليكم دوراً مثل هذا أو أنكم ربما تكونون الجسر الذي تنتقل إليه أو يلغي سوء الفهم هذا ؟

أسامة المنجد : طبعاً الأصل ….

منى سلمان : يبدو أن لديك مشكلة عائلية صغيرة …. نعم سيد أسامة نسمعك ….

أسامة المنجد : نعم المشكلة أعود (انقطاع في الصوت)

منى سلمان : شكراً جزيلاً لك حتى يتحسن الصوت ، أنتقل إلى مجيد من العراق ، أنت معنا على الهواء سيد مجيد تفضل ……… أشرف الربيعي من ليبيا تفضل … أشرف الربيعي هل تسمعني … نعم … يبدو أن هناك مشكلة في الاتصالات أرجو أن تعاودوا الاتصال مرة أخرى وحتى هذا الحين أعود إلى ضيفي من دمشق أتمنى أن تكون تسمعني بشكل أوضح الآن فضيلة الشيخ .

معاذ الخطيب : نعم الصوت ممتاز الآن .

منى سلمان : نعم قبل أن أعود إلى سؤالي قبل مداخلات المشاهدين لا أعرف إذا كنت استمعت إلى المكالمات بشكل جيد لكن دعني أنقل لك ….

معاذ الخطيب : آخر مكالمة ..

منى سلمان : سمعت مكالمة ، كان أحد المتصلين يتساءل على أن الأمة الإسلامية تواجه الآن تحديين كبيرين يتمثلان في مشروع استعماري غازي ومشروع استبدادي داخلي فكيف يمكن الخروج من هاتين أو من هذين التحديين الكبيرين وكيف نزرع الوعي لدى جموع المسلمين ؟

معاذ الخطيب : والله أعلم أختي الكريمة يعني الموضوع هو موضوع الأمة والشعب وتفعيل دورها ، الشعوب المسلمة دورها ضئيل جداً يسمح لها أحياناً بالتعبير المؤدب الصغير المناسب لوسائل الإعلام وليس أكثر ، القرارات الأساسية ليست بيدها ، على الأمة أن تسترجع القرار بيدها ، لا من أجل الحصول على مكسب سياسي كمنصب لا وإنما كإعادة هوية واعتقاد وخط للأمة والمهمة تصبح جسيمة جداً لأنها ستتصدى حقيقة لمحورين المحور الاستعماري والمحور الاستبدادي في المنطقة .

منى سلمان : كيف يمكن أن تستعيد الأمة قرارتها أنت ذكرت ذلك ولكن هل هناك آليات معينة يمكنك أن تقترحها بوصفك لست فقط داعية إسلامية لكنك كنت خطيباً لجامع كبير وعلى احتكاك واسع بعدد كبير من المسلمين ؟

معاذ الخطيب : هناك أمر مهم ولكن تعودنا دائماً أن نستخدمه في الجانب الغلط يعني مثلاً هل يمكن لتحقيق أي مبدأ في الحياة بدون تضحية ، نحن سنعيد تذكير الناس بأن التضحية أمر أساسي لتثبيت أي مشروع صحيح في الحياة ، ولا نريد أن ننطلق بالتضحية من أجل أن نصادم الحكام أو من أجل أعمال صبيانية ، سنقول سنضحي من أجل حمل الكلمة الحق أمام الناس كلهم وسنشجع الناس ولو دفعنا كل ثمن من أجل أن نقول لهم حقوقكم لا ينبغي أن تسكتوا عنها وهذه عملية طويلة وصحيح أن الشعوب مقموعة ولكن البذور أنا يعني آمل من الحكام أن يتفهموا الضغط الذي تعيشه الشعوب المسلمة وأن يفتحوا الأبواب قبل أن تنفجر الأمور بطريقة لا يحمدها أحد ولا يريدها أحد … فاستثمار ….

منى سلمان : نعم لكن ألا ترى فضيلة الشيخ أن الشعوب تعاني ربما حتى من أين تستقي دينها ، إلى من تستمع ، هناك حالة من الاستقطاب بين جهتين يبدوان متناقضتين ، شيوخ تابعين للدولة في أكثر من نموذج في الدول العربية يكرسون للحكام دون الإساءة لأحد لكن هذا هو الاتجاه الذي يبدوا للبعض منهم وشيوخ آخرين ربما يدعون لطريق قد يبدو أكثر تطرفاً ويدعوا إلى التغيير بالعنف وباستخدام ربما أساليب أكثر عنفاً وصدامية مع المجتمع فكيف يمكن للشباب المسلم أن يجد طريقه وسط هذين الاتجاهين .

معاذ الخطيب : صحيح وإذا تذكرنا أن الشريعة الإسلامية حقيقتها هي الفطرة ، الناس مهما تطرف الخطاب يمنة أو يسرة فأنا أقول أكثر من تسعين أو خمس وتسعين بالمئة من الناس هم مع الفطرة مع الحقوق الفطرية مع الدين الفطري الذي لا تعقيدات فيه والذي لا ينحاز يمنة ولا يسرة لا إلى الحكام ولا إلى الصدام فتفعيل هؤلاء الناس مهم جداً وعملية هي طويلة جداً ولذلك قلت رسالة إلى عامة المسلمين أن يتكافلوا مع بعضهم يعني على سبيل المثال وبكل صراحة الناس تعودوا إذا اعتقل إنسان مثلاً أن لا يتكلموا عن هذا الموضوع أنا أقول بالعكس انشره في كل مكان دع هذه الأمور تنتشر بين الناس إذا إنسان تعرض لأي مشكلة الناس تستطيع أن تقوم بدور كبير جداً فقط عن طريق المقاومة السلبية للظلم لا نحمل السلاح ونحن ضد حمل السلاح وضد العنف وضد الصدام في المجتمع ومع كل الأطراف في البلاد الإسلامية وفي غير البلاد الإسلامية ولكن لندع الناس تعرف حقوقها ، الحقوق الفطرية التي لا يختلف فيها أحد من البشر ، الحقوق مهضومة وكل الناس تريدها .

منى سلمان : نعم لكن ألا ترى سيدي أن هذه الفطرة تعرضت لبعض التشويش عليها ربما بحيث أصبح كل إنسان يعتقد أنه هو الذي على صواب وأن الآخرين هم على خطأ .

معاذ الخطيب : صحيح هذا الكلام أختي ، وأحد أسبابه الأساسية أن الناس صارت تنهمك في التنظير للموضوع والانتقاد للأطراف الأخرى بينما إذا تابع الناس هذا الطريق فكل الناس الذين يسيرون على خط واحد سيلتقون في النهاية قطعاً بغض النظر عن مشاربهم واختلافهم .

منى سلمان : نعم سأعود إلى المزيد في هذا السياق ولكن دعنا نستمع إلى بعض آراء وتساؤلات السادة المشاهدين معي من السعودية حسين محمد تفضل … انقطع الاتصال … انتقل إلى العراق ومعي وسام شعبان .

وسام شعبان : ألو .

منى سلمان : نعم تفضل سيدي .

وسام شعبان : كل عام وأنتم بخير .

منى سلمان : وأنت بألف خير .

وسام شعبان : أنا بس عندي شي صغير يعني ، بالنسبة يعني بالنسبة لفلسطينية العراق …. ألو …

منى سلمان : نعم نسمعك سيد وسام تفضل ..

وسام شعبان : بالنسبة لفلسطينية العراق يعني إحنا في العراق عم ننتهك من بعض الميليشيات في العراق يعني نحن وضعنا مو زين كتير كتير ، قاعدين ننضرب هون ، قاعدين يشردونا من بيوتنا ، يعني في شغلات الناس كلهم خلي تسمعنا والناس كلهم خلي يشوفنا وخلي يسوولنا حل لهذا الوضع ، سامعتيني … ألو … نحن نطالب شعوب العالم كلها يلاقولنا حل لهالموضوع ، يعني ناس عم تنطرد من بيوتها ، يعني نسوان عم تنتهك أعراضها ، يعني وضعية كلش مش زين بالعراق ، ونحن هلق بالشغل وبيهوشو علينا وبيضربونا ، يعني حالتنا كلو مش زين ، ونحن في خيم على الحدود ، خيم على الحدود ومات أطفال ثلاثة من البرد ، يعني إحنا بنطالب الشعوب العربية أنها كلها توقف معانا يعني .

منى سلمان : نعم شكراً لك سيد وسام أتمنى أن تصل دعوتك في هذه الأيام المباركة للمسلمين جميعاً ، وأنتقل إلى السويد ومعي محمد صديق .

محمد صديق : كل سنة وأنتو طيبين .

منى سلمان : أهلاً وسهلاً وأنت بخير .

محمد صديق : أنا بتصل بخصوص الموضوع ده وبقول لحضرتك حاجة ، بالنسبة للعنف يعني الحكومات العربية الموجودة هي حكومات هشة كلها ، ولو قام أي شعب من الشعوب هذه بالعصيان العام أو بالخروج إلى الشوارع ستسقط هذه الحكومات ، كلها ، ولن تكون لها وجود ، لكن هي الشعوب هي غلطة الشعوب العربية لأن الشعوب العربية لا تريد أن تضحي ولا تريد أن تدفع بدمائها في سبيل تحرير أنفسها فنسكت على الغلط فهو الغلط كله وشكراً .

منى سلمان : شكراً جزيلاً لك محمد صديق من السويد ، أعود مرة أخرى إلى ضيفي يعني قضيتين أثيرتا من خلال هذين الاتصالين الهاتفيين فضيلة الشيخ أولاً كيف يمكن استغلال هذه المناسبة الدينية التي أول ما تستدعيه هو مفهوم التضحية والفداء لمساعدة الشعوب الإسلامية التي تعاني من أوضاع صعبة كما يحدث لإخواننا في فلسطين والعراق .

معاذ الخطيب : نعم ، أختي الموضوع لا يتعلق بنوع من الاستفادة من مناسبة جزئية تمر ، عندنا مناسبات كثيرة تمر في كل سنة ، يحتاج إلى نوع من الفكر الصحيح السليم الذي يستمر في كل مناحي حياتنا والذي يتشعب فيشمل الحاكم والعالِم وكافة الفعاليات الاجتماعية والنفسية والثقافية في الأمة وهذا الأمر ثماره لا تأتي بين يوم وليلة ، ولعل الشعوب العربية بسبب الخطابات التاريخية التي كانت تلقى عليهم صاروا يتوقعون دائماً نوع من القفزات المفاجئة التي لا يمكن حقيقة أن تحقق أي شيء { أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل } وهذا الشيء الذي ندعو إليه الأمة ، في معاناة سيدفعها البعض بسبب الظروف التي وقعوا فيها ولكن الخروج منها إنما هو بعمل طويل ومؤسساتي ويتضامن فيه كل الناس لتحقيق النتائج المطلوبة .

منى سلمان : نعم ، إذا كان هذا العمل الطويل المؤسساتي يستغرق سنوات ربما عقود فضيلة الشيخ ماذا عن تقديم مساعدات حتى عاجلة ، كيف يمكن تكريس هذه الجهود وهذه التضحيات حتى لو على سبيل جهود الإغاثة وتوحيدها في إطار واحد بحيث تصل لمن يستحقها .

معاذ الخطيب : نعم ، هذا أمر آخر المساعدات العاجلة ، فالله يجزيكم الخير أنتم في قناة الجزيرة لا يكاد يوجد مشكلة في العالم العربي والإسلامي وفي كل العالم إلا وتلقون الأضواء عليها فيعني نوجه أيضاً طلب استغاثة لكل أهل المروءة من الحكام ومن أهل الجمعيات الخيرية والإسلامية والإنسانية لإغاثة إخوانهم الذين هم على شفا ظروف حادة جداً سواء في العراق أو في لبنان أو في فلسطين أو في دارفور يعني اتسع الخرق على الراقع وأخيراً إخواننا في الصومال وقبلها إخواننا في أفغانستان ، البشرية حقيقة تئن وتعاني فهذا أمر جزء آخر يتجاوب حقيقةً مع إنسانيتنا وما خلقنا له لم نخلق لهذه الدنيا ليأكل بعضنا بعضاً { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } ، { يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا } فنوجه عن طريق هذه القناة الكريمة نداء فعلاً استغاثة لأن أحوال الأخوة لا تقتضي التأجيل أبداً .

منى سلمان : فضيلة الشيخ يعني في بعض جوانب الحج يرى البعض أنه استعراض لقوة المسلمين وأن الله يباهي بهم الملائكة بسبب هذه القوة وهذه الاتحاد وهذه المساواة ، في هذا العام الذي يعتبر من الأعوام التي ضُربت فيه الأمة ضربات موجعة وتعرضت للضعف في أكثر من مكان وأكثر من مجال كيف يمكن أن يباهي الله بنا أو بالحجاج على عرفات المسلمين وهذا حالهم ، هلا فسرت لنا هذه المفارقة .

معاذ الخطيب : كما قلت يا أختي الكريمة ، هذه الأمة فيها خير كثير ولا شك أن الله سبحانه وتعالى يباهي ملائكته بهذه الثلل والجماعات التي ترفع الخير في كل مكان الأمة هذه فيها رحمة كثيرة حتى الآن رغم كل ما أصبها يا أختي الكريمة ، أذكر لك على سبيل المثال مدينة دمشق يقول ابن بطوطة من زمان أنه لا يضيع فيها غريب ولا طالب علم ، وحتى الآن فهناك مئات الجمعيات الخيرية التي تسد الثغرات بين الناس هؤلاء الناس ألا تظنين أن لهم عند الله سبحانه وتعالى مكانة ، هناك أشخاص آخرون يسدون الثغرات الفكرية ، الثغرات العلمية ، الثغرات الجهادية ، الثغرات الفنية في الأمة ، مجموع هؤلاء إضافة إلى الناس الذين ذهبوا بأيدي مرفوعة إلى الله سبحانه تعالى يسألونه الخير والرحمة ، فهؤلاء يعني أهلٌ لأن يباهي الله بهم ملائكته ، أما الشيء الخطير أختي الذي أنت حقيقة وضعت اليد عليه ، هذه الأعداد الجمة والغفيرة وهذه المباهاة التي نقوم نحن بها من دون أن نرافقها بالعمل المناسب فهي شيء مخجل حقيقة ، الآن نحن نغرق في نوع من التسطيح للدين ، أعداد كبيرة ، مواسم كثيرة ، انهماك في الطاعات الظاهرية من دون مثلاً التعمق على سبيل المثال يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح { إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم } نحن بحاجة إلى أخلاقيات كبيرة ، مستوى الدولة ومستوى المجتمع ومستوى الأفراد دعونا نعمل في هذا الجانب وليس فقط نجتمع ثم ننفض بشكل عددي هناك أخلاقيات في الصيام في الصلاة في العبادة { رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش } { رب تال للقرآن والقرآن يلعنه } هذه وظيفة الناس الذين في أيديهم القوة سواء كانوا سياسيين أم إعلاميين أم أصحاب منابر فإذاً نحتاج إلى الخروج من هذا التسطيح للدين والذي أظن أنه جزء من عملية غش وتمويه للمسلمين كي فقط يحافظوا على المظاهر وينسحبوا من الفعاليات الحقيقة .

منى سلمان : نعم سيدي استخدمت مصطلح ربما تم الحديث بشأنه كثيراً في السنوات الماضية وهو مصطلح تسطيح الدين ، الاهتمام بفقه العبادات على حساب فقه المعاملات ، كيف يمكنك أن تحل هذه المفارقة لدى الكثيرين ممن يشاهدوننا ، هل بالفعل تم جر المسلمين للحديث في أمور ربما خلافات فقهية أو أمور سطحية كما وصفتها للابتعاد بهم عن صحيح دينهم كما أراده الله دين الفطرة كما وصفته أنت .

معاذ الخطيب : سأذكر مثالين ، المثال الأول ما حصل في الدنمارك من إساءات للنبي عليه الصلاة والسلام ، هذا الأمر بغض النظر عن قوانين بلادهم وما يسمحون أو لا يسمحون به ؛ أختي في إحدى البلدان الأوربية من دون ذكر اسم يعني ستين بالمائة من السرقات التي تحصل يقوم بها أبناء الجالية المسلمة فقال لي أحد القضاة هناك : كيف تتوقعون أن يحترم الشعب دينكم وأبناؤكم يقومون بهذا الأمر ، لو كنتم أنتم حقيقة تحترمون دينكم ثم بعد ذلك طلبتم أي شيء لكان يعني من الصعوبة بمكان أن لا يستجاب له . إذاً تفعيل الجالية المسلمة هناك عن طريق الأئمة وعن طريق الدعاة وعن طريق الأشخاص أنفسهم إذا لم يكن هناك كفاية ضروري جداً للخروج من مأزق التسطيح قام العالم الإسلامي وقعد بينما هناك إهانات أعظم ، إهانة المصحف في غوانتانامو كانت أعظم بكثير لماذا غض النظر عنها ، وهناك إساءات أكبر عندما يذبح مليون إنسان في مكان ما فهذا مثال ؛ المثال الآخر الذي ضمنته يعني في رسالتي إلى العلماء والدعاة عندنا أمر سأضطر إلى شرحه قليلاً إذا سمحت لي ، المشهور في الفقه بين إخواننا وأخواتنا أن غير المسلم لا نرد عليه السلام ، هذا الأمر كانت له أسباب معينة كان بعض أهل الكتاب يقولون للمسلمين يا رسول الله هم يقولون كان أهل الكتاب يقولون : السام عليكم ، السام بمعنى الموت الهلاك ، فعليه الصلاة والسلام قال : قولوا وعليكم ، الآن هذا الأمر حمل بشكل سطحي في العالم الإسلامي كله ، كيف أستطيع أن أدعو إنساناً إلى الله وهو يقول لي السلام عليكم لا أرد عليه لا مرة ولا مرتين ولا ثلاثة ، يعني هو يجد حاجز من أول مرة ، إذا يعني طلبنا من إخواننا أن يراجعوا بعض المراجع الفقهية كزاد المعاد لابن القيم سيجدون أن المسألة فيها سعة كبيرة ومن آخر ما اطلعت عليه كلام للشيخ صالح بن عثيمين رحمه الله وقد سئل عن الأمر فقال بشكل صريح واضح : أن الأصل هو قوله تعالى { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } ؛ هذا هو التصرف الشرعي السليم مع المسيحي ومع اليهودي ومع الوثني ما دام هذا الشخص لا يحاربنا فنحن إذا سلم علينا نرد عليه بلفظ صريح فصيح ويذكر أحد العلماء أن الإمام الزهري كان جالساً فمر به جاره النصراني فقال : السلام عليكم يا إمام فقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فاستغرب هؤلاء التلاميذ قالوا : وتقول له رحمة الله قال : أليس في رحمة الله يعيش ، هناك آفاق أوسع هناك فقه أوسع دعونا نخرج من الظروف التاريخية التي أملت بعض الأمور أو وجهتها باتجاه سياق معين مع الحفاظ لها ضمن ما تتحمله أو ما يناسبها ؛ عندنا تسطيح كبير في كل الأمور ولا يوجد مجال طبعاً لبسط هذه الأمور ، فقط أكتفي بهذين المثالين .

منى سلمان : نعم ، فضيلة الشيخ انطلاقاً من هذين المثالين البعض يتساءل لماذا أصبح الشارع العربي الإسلامي يميل أكثر إلى التزمت وإلى الأخذ بالآراء الأكثر تشدداً بحيث أنه يكاد يكون هناك حديث عن أن من يحاول الاجتهاد فهو يدخل في مغامرة ربما أو يسير على أرض مليئة بالأشواك .

معاذ الخطيب : أختي الكريمة ، أنا لا ألوم عامة الناس ، عامة الناس تريد الحفاظ على دينها بصراحة هناك اضطهاد ديني في العالم العربي والإسلامي ، يعني بلد على سبيل المثال تمنع المرأة المسلمة فيه من الحجاب بأي حق ، بلد آخر يسأل الإنسان ما هي طول غلابيته ، بلد آخر لا يسمح فيه بأي نشاط سياسي للناس كلهم ليس فقط الإسلاميين ماذا تتوقعين في مثل هذه الظروف ، الإنسان يلتفت إلى ما يعرف فهو يعرف بعض المسلمات التي لا يستطيع الآن أن ينشرها أو يضعها في ضوء الشمس خشية أن تختطف منه أو تسرق بعض أجزائها فإذاً هو يزداد تشدداً وتمسكاً بما يعرف حذراً من دخول أمور ماكرة وللأسف الشديد فإن أصحاب السلطة في كثير من البلدان الإسلامية لم يعتنوا بهذا الجانب أبداً مع أنه يغني بلدانهم بشكل هائل جداً ، فهم حافظوا أو أرادوا أن يوجد حولهم جسم ديني مسطح يعني آسف إذا قلت هذه الكلمة ولكن ليست كبيرة ولكن جسم منافق عمله الأساسي هو النفاق وتمرير كل شيء تقوم به الدول ، مع العلم أن الحكام لو وُجد بين أيديهم علماء يقولون لهم هذا صحيح وهذا غلط لاستفادوا كثيراً ولنجوا من كثير من الأمور ، إذاً هناك من يربي الجسم الديني الضحل ثم يقول هذا الدين ضحل فنحن لا نستطيع أن نحمله ونسي أنه هو الذي رباه وهو الذي يرعاه وبالتالي فالإنسان العادي لن يحمل الدين الضحل يريد الدين العميق وهو لا يحمل العلم الكافي والاجتهاد الكافي فيتمسك بما يعرف فهذه هي القضية .

منى سلمان : إذاً المسألة تحمل في جانب كبير منها جُزئية رد الفعل ، كيف يمكن للشباب التمييز بين الصواب والخطأ فيما يتعلق بكثير من المسائل دون الوقوع في فخ التشدد أو الكيانات المنافقة كما وصفتها أنت هذا ما أعرف إجابته منك فضيلة الشيخ لكن دعنا نستمع أولاً إلى صوت هناء من السعودية ، سيدة هناء تفضلي .

هناء : السلام عليكم

منى سلمان : وعليك السلام ورحمة الله .

هناء : لو سمحت يا أختي الفاضلة أحب أن أسلم على الشيخ وأحييكم وأهنئكم بالعيد وأحب أطرح فقط مسألة بسيطة هو أنني أتمنى على الشيخ أن يسهب أكثر في مسألة الفتنة الطائفية التي أصبحت الآن هي الهم الأول للمسلمين ، فما فعله أيضاً الصليبين والجيش الأمريكي في العراق لا يأتي ولا بعشر ما فعله الشيعة الآن أو الصفويين الموجودين في العراق من قتل وتدمير وتعذيب وأمور لم تعد خافية حتى في الغرب يعني أصبحوا يتحدثون عن هذا الشيء مع أني لاحظت أن الشيخ حتى حاول أنه يتحدث عن مذهبه بطريقة مبطنة ولم يستطع أن يفصح عن مذهبه وكأن يعني أصبحنا نخاف حتى أن نقول نحن من أهل السنة أو الجماعة رغم أني أعرف الشيخ لماذا حاول أنه ما يظهر حتى ما تكون هناك أي مشاعر عدائية أو مشاعر ؟؟؟؟

منى سلمان : نعم لندع فضيلة الشيخ ندع فضيلته يوضح لنا إن كان بالفعل قصد ما ذكرته .

هناء : لكن في هناك فقط فقرة أخيرة هو عتب أيضاً على قناة الجزيرة من ناحية موضوع الفتنة الطائفية لأنه على غير العادة أصبحت الجزيرة تتحاشى ربما بحجة عدم إشعال فتنة أو شيء ولكن يعني بغض النظر يعني قصدي استثناء المؤتمر المبارك الذي أقيم تغطيته في تركيا فلم يكن هناك للجزيرة تلك الوقفة القوية لتوضيح هذا الأمر وأيضاً الإعلانات التي تقدم عن إيران وما إيران فيها جرح كبيرة لمشاعر أهل السنة والجماعة ، إيران الآن أصبحت بالنسبة لنا مرادفة للجيش الأمريكي فأتمنى المحافظة أكثر على مشاعر المسلمين ، وشكراً .

منى سلمان : نعم لنعرف رأي فضيلة الشيخ فيما ذكرته من مسائل قد ربما تحتاج إلى مناقشة طويلة في بعضها ، لكن دعينا أخت هناء نستمع أيضاً لوجهة نظر علي الأحمد من بريطانيا .

علي الأحمد : السلام عليكم .

منى سلمان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

علي الأحمد : شكراً ، يعطيك العافية يعني بس أحب من أقدر أنه فضيلة الشيخ لا يستطيع التكلم براحة تامة بسبب يعني بسبب الظرف في سورية فأحب منه بقدر ما أريد الإحراج له يعطينا فكرة موجزة عن وضع المسلمين في سورية وخاصة ما نسمعه عن اعتقالات كثيرة مستمرة يعني يخرج ناس من السجن ويدخل ناس إلى السجن وهكذا وحقيقة ما قيل وما أشيع يعني عن وجود حركة تشيع في سورية مؤخراً يعني بما لا يسبب له أي حرج وأرجو فقط أن يعني إذا استطاع أن ينبه يعني تعليق على الأخت التي تكلمت قبلي كيف أن المسلمون السنة في سورية وهي الأغلبية العظمى الساحقة في سورية مضطهدون منذ عشرون ثلاثين سنة محرومون من كثير من الحقوق هم مواطنون من الدرجة الثالثة يعني أصعب وضع صامت صمت يعني هناك صمت مطبق يعيشه المسلمون في سورية بسبب تحكم طائفة قليلة من الشعب تتفق مع إيران كلياً في معتقداتها فأرجو إذا كان بإمكان أن يوضح هذه النقطتين وشكراً جزيلاً .

منى سلمان : شكراً لك سيد علي الأحمد من بريطانيا وما زلت هناك ومعي من هناك محمد سليم .

محمد سليم : سلام عليكم .

منى سلمان : وعليكم السلام ورحمة الله .

محمد سليم : تسمعونني ؟؟؟

منى سلمان : نعم نسمعك بوضوح سيد عبد الرحمن تفضل …

محمد سليم : أنا الحقيقة أرغب أن أقدم خالص التهاني بعيد الأضحى إلى الأمة العربية والإسلامية ونحن يعني نشكر طاقم الجزيرة على هذا الجهد الجبار ونتقدم بالتحية لأستاذنا وشيخنا الأستاذ معاذ الخطيب وأود أن أركز على نقطة في غاية الأهمية والاختصار وهي أنه بالإضافة إلى البعد الإقليمي يجب أن لا يغيب عن أذهاننا البعد العالمي للأمة العربية والإسلامية ؛ نحن مشاكلنا ليست مقصورة على بلد بعينه وأنا شخصياً وأود من فضيلة الشيخ أن يعقب أرى بأنه واحدة من النقاط التي يجب أن ننتبه إليها هي أن مرجعية الأمة اليوم تكمن في الالتفاف على العلماء ، العلماء هم ورثة الأنبياء وهم الطبقة التي ستحمي هذه الأمة من النزعات الفكرية ، من الإحباط ، من التراكمات من السأم والملل والضياع .

منى سلمان : إذاً أنت ترى ضرورة التركيز على تأهيل ربما هؤلاء العلماء وضرورة أخذهم بزمام المبادرة ..

عبد الرحمن الزيد : تماماً نحن نشد على يد الشيخ وعلى يد كل العلماء المرابطين في بلاد الشام ونخاطب أبناء أمتنا في كل مكان وفي كل زاوية بأن المخرج الحقيقي للأزمة إنما هو بالعودة إلى العلم الشرعي والتسلح به والالتفاف حول العلماء وتاريخنا حافل بكل الأمثلة من 1948 ….

منى سلمان : نعم شكراً لك سيد عبد الرحمن الزيد من بريطانيا وضحت فكرتك السيد محمد سليم عفواً ومعي عبد الرحمن الزيد من السعودية .

عبد الرحمن الزيد : سلام عليكم

منى سلمان : وعليكم السلام ورحمة الله .

عبد الرحمن الزيد : تحية لك ولضيفك …

منى سلمان : شكراً لك تفضل .

عبد الرحمن الزيد : وكل عام وأنتم بخير .

منى سلمان : وأنت بألف خير تفضل .

عبد الرحمن الزيد : أقول عيد بأي حال عدت يا عيد ، حبيت أسأل الشيخ لو سمحت ، هل ممكن إيجاد فقه إسلامي موحد للمسلمين كلهم وهل في الإسلام سني وشيعي أم أن الدين عند الله الإسلام شكرا جزيلا ً .

منى سلمان : شكراً جزيلاً لك سيد عبد الرحمن الزيد وأعود إلى ضيفي من دمشق استمعت معنا إلى بعض هذه التساؤلات بعدها يتعلق أو الكثير منها يدور في فلك هذا التقسيم الطائفي الذي أصبحنا نتحدث عنه ربما بصوت لم يكن عالياً بقدر ما هو في هذه الأيام فكيف ترى أنت هذه الآراء فضيلة الشيخ .

معاذ الخطيب : صحيح صحيح ، أختنا الكريمة الحمد الله رب العالمين لست من الذين يستحون من إظهار عقيدتهم وأنا شخص في بلدي معروف ما هي عقيدتي وما هي توجهي وأنا من أهل السنة أرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبلني كذلك ولكن الذي أريده من خطابي أن لا يكون أيضاً مجيراً لطرف ضد طرف وسأذكر فكرة أرجو الانتباه الشديد لها أختي الكريمة أختنا التي ألقت مداخلة ، أختنا هناء ، الآن والله أعلم هذه رؤيتي والله أعلم الولايات المتحدة لا تريد تدمير حزب الله ولا تدمير سوريا ولا تدمير الأردن ولا تدمير مصر تريد السيطرة الشاملة على المنطقة حتى تضع تلك الأنظمة والقوى تحت يديها ، ولكن هناك منظومة أخرى أخطر بكثير ومشروع أخطر هو المشروع الإسرائيلي الذي يتلاقى مع المشروع الأمريكي ويفترق عنه في بعض المفاصل هذا المشروع الإسرائيلي هدفه الأساسي هو التفتيت ، المشروع الأمريكي هدفه الهيمنة ، يعني إذا كانت الولايات المتحدة تريد النزول في العراق لماذا تريد النفط تحتاج إلى استقرار ، ولكن المشروع الإسرائيلي يزج بالولايات المتحدة ويريد التفتيت إذاً هو لا يريد إنهاء حزب الله ولا يريد إنهاء أي قوى يريد إبقاء كل القوى في المنطقة ضعيفة من أجل أن تتناحر ، ومعنى ذلك فأي كلمة نضيفها نحن فإنما نصب الزيت على النار ونزيدها اشتعالاً ، أختي الكريمة هناء الله سبحانه وتعالى عندما حرم الدماء حرم دماء الكل فدماء أهل السنة حرام ودماء إخواننا الشيعة حرام ودماء حتى الكافر الذي ليس بيننا وبينه مشكلة حرام قطعاً { دماؤكم وأموالكم [كلها] حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا } فنحن لا نريد أن نساند هذا الطرف ضد هذا الطرف بل سنصرخ بأعلى أصواتنا وسنقول هناك فتنة قادمة إلى المنطقة وعلى العقلاء أن يشدو كل الأطراف كي لا تقع هذه الفتنة وليس إذا كنت من أهل السنة والجماعة مثلاً فأنا سأشارك في نحر الشيعي حتى في الكلام وأرفض أيضاً إذا أخ من إخواننا الشيعة سيشارك في نحر أهل السنة حتى بالكلام إذاً الأمر خطير جداً وسيزحف إلى الكل ونحن حقيقة نشعر بخطر شديد على المنطقة ليس من حزب الله ليس من القوى الأخرى وإنما من القوى التي ستتلاعب بالكل وتوجه الكل لينحر البعض بعضاً انظري إلى ما يجري في العراق يعني هل تظنين أن أحداً سينتصر كل شيء له استحقاقات تاريخية والذي يذبح في النهاية سيأخذ رصيداً في غاية السوء معه ، فهذه فكرة فنحن لا نستحي بديننا إن شاء الله تعالى ، الأمر الآخر بما يتعلق بسورية عندي فكرة ربما لا تعجب الكثيرين ولكن سأتكلم بها وأرجو الله أن يمنحني الشجاعة لذلك الآن يتحدثون عن نوع من ما نقول مثلاً الامتداد الشيعي في سورية أنا سأسأل إخواننا من أهل السنة والجماعة إخواننا العلويين الذين بقوا عشرات السنين من دون أن يهتم بهم أحد من المسؤول عنهم إذا بدؤوا الآن يتحولون إلى المذهب الشيعي ماذا أفعل أنا والله أتمنى أن يتحولوا إلى المذهب الشيعي بصراحة لأن هذا يبلور لهم كثير من الأفكار بشكل أكثر وضوحاً وأكثر منهجيةً وتقولين لي ولكن في نفس الوقت هناك ظلم لبعض الأطراف الأخرى نعم لا أريد أن أحابي طرفاً على حساب طرف عندنا مشاكل كثيرة ونحن نتوجه من على قناة الجزيرة إلى كل صاحب سلطة في هذا البلد أن يعني يبذل الجهد ويفتح الأبواب ويحاول قدر الإمكان حل المشاكل قبل أن يأتي الحريق الذي يحرقنا جميعاً سنة وشيعة وعلويين ومسيحيين في المنطقة هناك مخطط إسرائيلي للتفتيت فإذاً نحن ننادي بإطفاء النار على كل الجهات ونطالب أيضاً برفع بعض الحيف أو كل الحيف الذي يقع ببعض الإسلاميين في سورية يعني أطالب من على قناة الجزيرة بإلغاء القانون 49 ليس معقولاً أن يحكم بالإعدام على إنسان لأنه ينتمي إلى جماعة معينة مهما كانت ، يعني في لبنان ممكن يجلس الدكتور سمير جعجع والسيد حسن نصر الله مع بعض على طاولة واحدة وأنا لا أستطيع أن أتفاهم مع شخص آخر مهما كانت هذه الأطراف الإسلامية ارتكبت أغلاط ومهما كانت الدولة عندها تحفظات نريد أن نجد حلاً في النهاية وأنا أفكر أن الأمة يجب أن (مقاطعة من المذيعة)

منى سلمان : نعم عفواً فضيلة الشيخ لكن هل يتبدى من ضمن هذه الحلول ليس فقط للوضع الذي وصفته في سورية لكن الذي وصفته من قبل في الأمة العربية والإسلامية فكرة إيجاد فقه موحد ربما هل فقهياً أو دينياً تبدو هذه المسألة ممكنة وهو السؤال الذي طرحه السائل من السعودية .

معاذ الخطيب : يا أختي الكريمة التوحيد في كل الأمور ليس هو المطلوب لأن الاختلاف الفقهي والمذهبي يُولد في الأمة غنى شديد جداً ويعطيها حيوية وآفاق واسعة جداً المطلوب أن يكون هناك ناظم هذا الناظم هو الذي يضيع ، أحياناً يضيعه العلماء للأسف بكثرة جدالهم في أمور فرعية وإضاعة الناس وأحياناً يضيعه الحكام ، فنريد أن تتضافر جهود العلماء مع الحكام لإيجاد محور لهذه الأمة صار الأمر أكبر بكثير من قضية جماعة تتآمر على الدولة أو دولة تريد أن تحاول أن تسيطر وتهيمن على جماعة معينة ولا تسمح لها بالتنفس ، الأمر أكبر بكثير وليس التوحد في كل جزئية وكلية هو المطلوب ، المطلوب هو التفاهم ضمن محور جامع .

منى سلمان : نعم فضيلة الشيخ على مدى تاريخ الأمة الإسلامية هذه الفرق معظمها ليست جديدة لم تنشأ بالأمس أو في العام الماضي أو حتى قبل عشر سنوات كانت موجودة وكانت تتميز بهذا الغنى الذي تحدثت عنه والاختلافات المذهبية ودائماً كانت هناك هذا الاختلاف رحمة لماذا تحول في هذه السنوات الأخيرة إلى نقمة وإلى بذرة لاشتعال حروب ربما وللقتل على الهوية كما نرى في بعض بلداننا العربية .

معاذ الخطيب : أختي بالإضافة إلى الأيدي التي تمتد لا أريد أن أتحدث عنها لأنها دائمة الوجود أنا أُشبه الإسلام مثل مؤسسة عظيمة فيها ملايين الموظفين ، إدارة هذه المؤسسة تحتاج إلى كفاءات عالية ، زالت الكفاءات من يديرها ، أضعف الكفاءات ستحصل مشاكل كثيرة .

منى سلمان : ماذا تعنون بالكفاءات هل تعنون علماء الدين مثلاً ، هل تعني الحكام هل تعني ….

معاذ الخطيب : من كل التوجهات يا أختي

منى سلمان : نعم ، نعم

معاذ الخطيب : يعني على سبيل المثال الحكام ، إذا نظرنا مثلاً إلى البلاد العربية ما هو المشروع الحضاري الذي يمكن أن تقدمه في وجه أي منظومة حضارية على وجه الأرض ماذا نستطيع أن نقدم لأي دولة أخرى ؟ الدول العربية تعيش حقيقة في تخلف شديد جداً من الناحية الحضارية ليس لديها منهج حضاري معنى ذلك نريد من حكامنا أن يتفهموا هم الإسلام مرة أخرى أنا أعذُرُ بعضهم بالجهل الشديد بسبب أنهم أحاطوا أنفسهم أيضاً بكَوكبة من العلماء المنافقين أو الدجالين الذين صاروا يهونون لهم كل شيء ، فالمشروع …..

منى سلمان : وهذا يؤدي إلى السؤال الذي طرحته قبل قليل فضيلة الشيخ وربما لم يتح لنا الوقت للاستماع إلى أجابته وهو كيف يميز الشباب المسلم الذي يريد أن يتمسك بدينه بين هذه الآراء المتداخلة حتى لا يقع ضحية لتصفية حسابات سياسية أو لآراء دينية تصب في خانة التشدد أو تصب في خانة النفاق للدولة .

معاذ الخطيب : المسألة لا أريد تبسيطها ، المسألة شائكة حقيقة ولكن أقول لكل الشباب الإسلام بشكله الفطري لا يؤدي إلى هذه التعقيدات علينا كعلماء ودعاة وعلى الحكام أيضاً أن يزيلوا العوائق في الطريق أما إذا كان البعض سواءٌ من أهل العلم أو أهل الحكم من أجل مآربهم الخاصة سيضعون العراقيل ولا يبالون بأن ينتحر الشباب المسلم بين أيديهم من أجل بقائهم فسنقول لهم الأمة ستبقى وستتابع والكل سيزول لن يبقى أحد في وجه الفطرة ولا في وجه الحق ولا في وجه الاعتقاد السليم فنحن نريد أن نكسبهم ولا نريد أن نخسر أحداً فأنصح الشباب بزيادة التفقه الدائم وبالسير مع الإسلام كفطرة .

منى سلمان : الحقيقة أن هذا الشباب يتم توجيه الاتهامات له دائماً بأنه أصبح أكثر تشدداً ربما وأنه يسهل استغلاله من أي من الطرفين أنت تحدثت عن الفطرة سيدي لكن هل لك أن تشرح لنا بشكل ربما أكثر يستطيع الشباب أن يستوعبه بشكل أكثر ، يكون أكثر وضوحاً هذا الطريق .

معاذ الخطيب : نعم ، يعني على سبيل المثال يستخدم هذا الأمر في الخطاب الديني بشكل واسع جداً أنا سمعته عشرات المرات على الأقل عندما لا تنزل الأمطار يتوجه كثير من الخطباء باللوم على آسف يعني هذا الواقع للنساء ويقولون لولا النساء المُتبرِجات والسافِرات لمَا حصل ما حصل ولنزلت الأمطار طيب دعونا نرجع إلى هذا الأمر لنرى ماذا يقول الحديث الشريف النبي الهادي عليه الصلاة والسلام { وما منع القوم الزكاة إلا مُنعوا القطرَ من السماء } الموضوع إذاً يوجد اختلالات عند بعض النساء هداهُن الله فهذا الأمر له سياق آخر ومعالجة أخرى فالإنسان عندما يحاول أن يتبع فطرته الشرعية ، هل من المعقول مثلاً أن يأمرني الله سبحانه وتعالى بأن أكون عدواً لأمي وأبي داخل البيت يعني { وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً } حتى قال علماؤنا أن الإنسان إذا كان والداه غير مسلمين لنفترض إنسان له والدة مسيحية طلبت منه أن يوصلها إلى الكنيسة فهذا حقها أن يوصلها ابنها من باب برها ، طيب كيف أنا من الممكن أن أتصرف بالبيت بفظاظة شديدة من أجل موقف أصغر بكثير ، وأنا لا ألوم الشباب حقيقة لأن ما يوضعون فيه من الظروف لا يؤدي بهم إلا إلى هذا المزلق ولكن عليهم أن يعني ينفذوا منه ولا يسمحوا لأحد بأن يسخرهم أو يجيرهم ويدفعهم إلى مصارعهم .

منى سلمان : نعم فضيلة الشيخ أنت ذكرت فكرة تحميل المرأة دائماً القدر الأكبر من المسؤولية والحقيقة أن المسألة أصبحت ربما مؤصل لها في التراث العربي بشكل كبير فهل يمكنك أن تستفيض قليلاً في هذه النقطة .

معاذ الخطيب : لأسباب كثيرة أيضاً أختي تاريخية سياسية على سبيل المثال أتاني سؤال من مركز إسلامي في الغرب يقول : هل يُسمح للمرأة المسلمة بالحصول على شهادة قيادة السيارة والسؤال الذي خلفه : إذا حصلت المرأة على شهادة القيادة هل يجوز لها أن تقود السيارة ؟ طيب هذا الأمر عجيب وقالوا مع الدليل أخذت أبحث وكنت أريد أن أقول أن الأصل في الأشياء الإباحة وليس المنع إلى أن وجدت حديثاً صحيحاً في صحيح البخاري يقول النبي الهادي عليه الصلاة السلام { خيرُ نساءٍ ركبنَ الإبل صالحُ نساء قريش } وفي حديث آخر { لو علمتُ أن مريم بنت عمران ركبت الإبل ما فضلتُ عليها أحداً } حتى أحد علماء دمشق الكبار جداً الشيخ أديب الكلاس أطال الله في عمره ذهبت عنده وسألته قال : أنا آمر كل شاب مسلم أن يعلم زوجته القيادة ، إذاً هناك تراكمت بعضها اجتماعي بعضها تاريخي بعضها سياسي وللأسف الشديد هذا الأمر لا يعني يحصل العمل عليه والدراسة العميقة لأن حتى الحكام بصراحة والأنظمة السياسية لا تبالي ، بالعكس تجدها فرصة لأن يشتبك هؤلاء المتدينون مع النساء في الليل والنهار وبدل أن يعني يحصل عمليات إصلاح يحصل عمليات بالعكس تضاد وتشابك شديد والظالمون يتفرجون ويفرحون .

منى سلمان : نعم شكراً جزيلاً لك فضيلة الشيخ أحمد معاذ الخطيب الحسني خطيب الجامع الأموي سابقاً أكرر التهنئة لفضيلتك وللأمة الإسلامية كلها وأوجه عناية مشاهدينا إلى أن هذه التغطية الخاصة ليوم عرفة والاحتفال بعيد الأضحى المبارك مازالت مستمرة معكم نعود إليكم من جديد على رأس الساعة القادمة إلى اللقاء .

– ملاحظة من مشرف الموقع : ماكان من خير في هذه المقابلة فهو من الله وماكان من شر فهو من نفسي وأستغفر الله ، إن أردت إلا الإصلاح ما استطعت ….

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف صوتيات ومرئيات, مقابلات إعلامية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.