حملة لأمان شعبنا مُــدّوا يــداً: لإيقاف إطلاق النار في سورية

بسم الله الرحمن الرحيم

يا شعبَ سورية الشامخَ الصابرَ ..

أربعةُ أعوامٍ مؤلمةٍ، وشعبنا يعيشُ مأساةَ العصرِ، وسبّب الاستئثارُ بالسلطة مظالمَ أَزهقتْ أرواحَ مئات الآلاف من السوريين، فيهم الكثيرُ من النساء والأطفال، وزجَّت بمئاتِ الآلافِ الأخرى في السجون، وعانى عدد مماثل من إصابات صحية أو إعاقات.

في الأفق مستقبلٌ مؤلم، بين تشريدِ أغلب شعبنا، ونزيفٍ لرأس مالِنا البشري السوري، مما لا يقل فداحةً عن نزيف الدم، فأكثرُ من نصف أطفالنا وشبابِنا بلا تعليم، وخسرْنا الكثير من أفضل العقول والخِبراتِ السورية، ويكادُ الجهلُ يقتلنا كما يقتلنا السلاح، أما خسارة البُنى التحتية والمؤسسات فإننا ندفع ثمنها الآن، وسندفعُه أضعافاً في الأيام القادمة.
إن تَوحُّدَنا كشعب سيكونُ أملَنا لنجاةِ سورية، وبأن لا تبقى لعبةً بين أيدي الأنظمة إقليميةً أو دولية، والتي دفعتْ بأرضِنا لتكون ساحةَ احترابٍ تتصارع فيها أجنداتٌ غريبةٌ عن مصالح السوريين، وجعلتنا في ظروف قد تودي بنا إلى قعر الحياة ودمار أي مستقبل لبلدنا.

ما يعانيه شعبنا، وإيماننا بأننا ما زلنا قادرين كسوريين على وقف هذه المأساة، لَيَدْعونا في هذا الشهر الحرام، وبمناسبة عيد الأضحى المبارك لتوجيه نداءٍ إلى قوى الثورة العسكرية، وإلى النظام في دمشق لتخفيف المعاناة عن شعبنا وأهلنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا جميعاً، وذلك من خلال وقف لإطلاق النار على كافة الأراضي السورية يبدأ وبتوقيت دمشق، من الساعة السادسة صباحَ يوم الجمعة التاسعِ من ذي الحجة 1435 هـ، والموافقِ للثالث من تشرين الأول 2014م (يومِ الحج الأكبر والوقوفِ بعرفات)، ولغاية الساعة السادسةِ من صباح يوم الأربعاء، 14 ذي الحجة، والموافقِ للثامن من تشرين الأول 2014م.

كما ندعو القوى العسكريةَ الأخرى التي دخلتْ بلادنا (ومنها قواتُ الدولة الإسلامية، وحزبِ الله والتحالفِ الدولي وأيُّ قِوى أخرى ..) إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، واحترام خيارات شعبنا وإرادتِه.

إننا نفهم الثورة كرامةً وحرية، والوطنَ طُمأنينةً وأماناً، وفي اللحظات التي يضِجُّ فيها الملايينُ بالدعاء في عرفات، نرجو الله أن يَمُرَّ عيدُنا بلا مزيد من الدماء والأيتام والثكالى والضحايا الأبرياء، ونأملُ أن يكون ذلك فاتحةً لخطواتٍ أخرى تحفظ الأرواح دون أن تضيعَ المطالب أو تُهدرَ الحقوق، وإن قدرة شعبنا العنيدةَ على تجاوز المحن، وصبرَه المذهلَ على كل ما مرَّ به لهو أكبرُ برهان على أنه لا يتنازل عن كرامته وحقوقه، وسيُحقق هدفَه لبناء مجتمع العدالة والمساواة لكل أبنائه، ودولتِهِ الحرةِ المستقلةِ على تراب بلدنا الطاهر الذي ارتوى من دماء شهدائه وجَرحاه.
(لأمانِ شعبِنا مُـدّوا يـداً): دعوتُنا التي نطلب تأييدَها منكم، ونرجو لكم جميعاً عيدَ مغفرةٍ ورحمةٍ وخير ..

والسلام عليكم ورحمة الله.

أسماء موقعي بيان: لأمان شعبنا مُدّوا يداً

1- الشيخ محمد كريم راجح (شيخ قراء بلاد الشام)
2- الشيخ أسامة الرفاعي (رئيس المجلس الإسلامي السوري)
3- الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي (الداعية والكاتب)
4- الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم (الباحث والمفسر)
5- الشيخ جودت سعيد (الداعية والمفكر)
6- اللواء محمد نور خلوف (رئيس هيئة الإمداد والتموين سابقاً)
7- اللواء محمد الحاج علي (مدير كلية الدفاع الوطني سابقاً)
8- اللواء محمد فارس (رائد الفضاء السوري)
9- الأستاذ الدكتور مطاع بركات (عميد كلية التربية سابقاً)
10- الأستاذ الدكتور يحيى العريضي (عميد كلية الإعلام سابقاً)
11- الأستاذ الدكتور عماد الدين الرشيد (نائب عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق سابقاً)
12- الأستاذ الدكتور محمد كمال الشريف (الكاتب واستشاري الطب النفسي)
13- الدكتور فداء الإسلام المجذوب (عضو هيئة أمناء المجلس الإسلامي السوري)
14- الدكتور الشيخ محمود مصري (طبيب وخبير بالمخطوطات وتاريخ العلوم)
15- الدكتور أحمد الشحادة (عضو هيئة أمناء المجلس الإسلامي السوري)
16- الدكتورة ريم تركماني (أكاديمية والرئيس المساعد للتحالف المدني السوري)
17- الأستاذ محمد أمير زيدان (الكاتب ومدير معهد العلوم الإسلامية في النمسا)
18- القاضي مأمون العفيف (قاضي الأحوال الشخصية بالسويداء سابقا)
19- الأستاذ نزار الحراكي (مستشار سياسي والسفير لدى قطر)
20- الأستاذ أحمد رياض غنام (كاتب سياسي وعضو غرفة صناعة دمشق)
21- الأستاذ فاروق خطاب (استشاري علاقات دولية)
22- الأستاذ طرفة بغجاتي (عضو مجلس إدارة المبادرة الأوروبية المسلمة للترابط الاجتماعي)
23- الشيخ أحمد معاذ الخطيب (الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني)

صدرت بتاريخ 29 أيلول 2014

صورة نص البيان

annou

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف مختلفة, منائر. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.