كلمة أحمد معاذ الخطيب في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري – روما

كلمة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب خلال المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في روما.

نص الكلمة – شباط 2013

إن وفد الائتلاف الوطني يتقدم بالشكر إلى الحكومة الإيطالية والسيد وزير الخارجية على رعاية هذا الاجتماع.
نشكر أيضاً كل الدول الشقيقة والصديقة التي تشعر بآلامنا وكل من قدّم أي نوع من المساعدة لتخفيف معاناة شعبنا.
يتساءل الشعب السوري..
هل يمكن تكرار تجربة كوسوفا في سورية؟!
لم يكن هناك نفط ولا موقع جيوسياسي شديد الأهمية، ولكن كان هناك نظام مستبدّ يحتاج إلى إزالة.
الناس مدهوشون أيضاً مما حصل في (مالي) ، فهل وجود ميليشيات مسلّحة لها خطر إرهابي هو أكثر أهمية من إيقاف سفك الدماء لشعب يقتل ويذبح بشكل واضح بسبب إرهاب دولة لمدة سنتين؟!
صواريخ السكود تنشر رعباً هائلاً ودماراً شاملاً وصار النظام يستخدم صواريخ بالستية مداها 700 كم فهل سنسكت عن ذلك؟
إن مجرّد رؤية الصور مرعب فلنتصوّر الأثر النفسي الذي يحاول النظام أن يزرعه في النفوس!
شعب سورية شعب شجاع ويقاتل النظام الديكتاتوري بكل قوّة. ولكن هناك مشكلة أكبر قادمة، وهي تفجير المنطقة بكاملها عبر إجبار الناس على الهجرة إلى الدول المجاورة التي تتحمل أعباء إضافية.
سأذكر فقط مثالاً واضحاً عن إجرام النظام، وهو قيامه بقصف جامعة حلب في اليوم الأول من الامتحانات الجامعية ليقتل بإجرامه ثمانين شاباً وفتاة مثل الزهور نحن بحاجة إلى كل شخص منهم.
إنني أسأل ضمير كل واحد منكم: إذا كان وطنك يحكُمه نظام يقصف شعبه بالطائرات والصواريخ الثقيلة فماذا ستفعل؟
إن من العار لكل العالم أن تُهدم حلب وتُقصف دمشق وتحاصَر حمص وكل المدن السورية ولا يتخذ القرار الذي ينهي هذا النظام المتوحش.
إن من يرمي سورية بحجر يعادل تماماً من يرمي أمه بحجر، سورية هي أمكم جميعاً ومنها تدفقت كل حضارات العالم.
أرجوكم لا أريد من أحدٍ منكم أن يتحدّث عن الإرهاب، فليست اللحى الطويلة هي مشكلتنا، بل الدم المسفوك ليلَ نهار.
إنكم تعلمون جيداً من الذي كان يرعى المجموعات الإرهابية ويوجهها في كل المنطقة.
أرجوكم لا أريد لأحد منكم أين يتكلم عن حقوق الأقليات فالنظام وحدَه هو الذي يحاول إشعال الحرب الأهلية وتدمير نسيجنا الاجتماعي الرائع. وإذا أردتم معرفة ماذا يفعل النظام بكل الأقليات فانظروا إلى لبنان.. وكيف اغتال قادة كل الطوائف التي طالما عاشت بسلام.
أرجوكم لا تحدثوني عن الأسلحة الكيماوية.. فمجموع ما استخدمه النظام من الأسلحة يفوق بمجموع آثاره كثيراً من أفتك أنواع الأسلحة.
لقد حاولنا تقديم فكرة إنسانية للتفاوض، تعالى عليها النظام وتكبر، فهو لا يدخل أي مفاوضات إلا لكسب الوقت ولمزيد من القتل والدماء والدمار (إدانة قتل المدنيين من كل أبناء سورية).
إنني أطالب بكل قوة بما يلي:
1. إلزام النظام من خلال البند السابع على فتح ممرات إغاثية آمنة وخصوصاً إلى مدينة حمص المحاصرة منذ نحو 250 يوم، ومدينة داريا التي تتعرض للقصف منذ مئة يوم؛ وضرورة حماية المدنيين بما فيه دراسة إمكانية استخدام مظلة الباتريوت لحماية نطاق عرضه 100 كم في شمال سورية؛
2. اعتبار وحدة سورية ونسيجها الاجتماعي خطاً أحمر لا يمكن المسّ به منعاً لما يبثّه النظام من أفكار حول تقسيم سورية؛
3. الدعوة إلى التفاوض ضمن المحددات التي قررها الائتلاف ومن أهمها أنه ليس هناك مستقبل سياسي لرأس النظام في سورية، وضرورة تفكيك الأجهزة الأمنية والقمعية؛
4. إعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل المناسبة؛
5. إن ما نلاحظه من الاتفاق على حظر السلاح النوعي عن الثورة السورية ليس له إلا حل واحد وهو حظر كل أنواع الأسلحة الثقيلة عن النظام السوري بما فيها الصفقات القديمة؛
6. الطلب من كافة الدول الشقيقة والصديقة أن تسهّل معاملات السوريين وإقاماتهم وأن تدرك معاناتهم حيث بدأت بعض الدول بالتضييق على مناصري الثورة؛
7. تقديم المنح الدراسية والعلاج الصحي للحالات المستعصية ومتابعة أشكال الدعم الإغاثي كافة ؛
8. دعم الدول المجاورة (الأردن، تركيا، لبنان، كردستان، العراق) والتي تتحمل أعباء إضافية بسبب الهجرة اليومية إليها.
وأخيراً.. أكرر شكري لكم جميعاً وأقول لكم:
إن سورية كانت وبقيت طَوال التاريخ صديقةً لكل العالم، وهي تنتظر من أصدقائها كل الدعم والتأييد.

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف صوتيات ومرئيات, مقابلات إعلامية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.