مقابلة أحمد معاذ الخطيب مع إذاعة هولندا العالمية

ميشيل هوبنك و طالب ك إبراهيم – إذاعة هولندا العالمية – في حديثه لإذاعة هولندا العالمية، يؤكد الداعية الإسلامي أحمد معاذ الخطيب أنه لا يمثل أي تيار سياسي أو إسلامي لا في سوريا ولا خارجها، ولكنه يؤكد أن كل إنسان يحمل هماً وطنياً ويريد الخير لبلده سوريا، يعمل معه بدون أي تحيز سياسي على الإطلاق.

يعتبر الداعية الإسلامي أن الجذر الإسلامي له، هو موضوع عمله بالعام، واهتمامه بقضايا الناس بدون الانتماء إلى خط سياسي معين.

أين وصلت الثورة السورية؟
يقول الداعية الإسلامي معاذ الخطيب أن الثورة السورية دفعت أثماناً باهظة، وتحيق بها عقبات محلية وخارجية، والنظام السوري وعلى مدار أكثر من 40 عام، حاول تدمير كل المقومات الحضارية للشعب السوري، ورغم ذلك استطاع الشعب الوقوف لأكثر من عام ونصف أمام الهجمة الشرسة، وهو مصمم على نيل حريته.

تظهر الثورة السورية الآن أنها بين مكونين رئيسيين: مكون الثورة بأكثرية من الطائفة السنية، ومكون النظام بمجموع بقايا الطائفة السنية والأقليات، وبأكثرية علوية ضمن مجموع الأقليات تلك، لكن الداعية الإسلامي يوضح أن الشعب السوري مكون بشكل أساسي من الطائفة السنية، والتي تعرضت للإقصاء لفترة طويلة، ومن الطبيعي أن تكون مكون رئيسي في الثورة.

النظام السوري يحاول تحويل الصراع في سوريا الآن، إلى صراع طائفي، لكن الشعب السوري أسمى من أن يسقط في هذا المنزلق.

ويؤكد الداعية أن الطائفة العلوية مظلومة، رغم أن الكثيرين لا يوافقونه على ذلك، لقد أهمل النظام طائفته لفترة طويلة، وفتح لها شبكة علاقات سلبية مع أطراف كثيرة في المجتمع السوري، و وضعها في مواجهة مباشرة مع السوريين جميعاً ليحافظ من خلال ذلك على السلطة، والكثير من ضباط الطائفة وموظفيها يجهلون مكر النظام السوري، ويضيف الداعية أن أمور بسيطة حدثت منذ فترة في القرداحة – مسقط رأس الرئيس السوري- لكن الشعب السوري انتصر لها، ونادى في ساحاته، الشعب السوري واحد.

أصوات طائفية
وحول اعتبار بعض الأصوات المعارضة أن ما يحدث في سوريا هو صراع طائفي، يقول الداعية الإسلامي، حتى لو اعتبرت تلك الأصوات أن ما يحصل هو صراع طائفي، فهذا من صناعة النظام السوري ذاته، ومعظم الشعب السوري لا يوافق عليه، الشعب السوري شعب حضاري ومنفتح ومتسامح، والناس عموماً ينظرون إلى الأفعال لا إلى الأقوال أو إلى الانتماءات، ولا يمكن أن تعامل قرية كاملة بسبب انتمائها، بل بسبب أفعالها.

ويؤكد الداعية الإسلامي أن هناك أصدقاء له من الطائفة العلوية مع الثورة، في نفس الوقت الذي يظهر أن أشخاصاً آخرون من الطائفة السنية، يشاركون في “الإشكالات” إلى جانب النظام السوري، و يضيف أن وجود مرحلة لاحقة فيها حرية ومحاكمات سليمة، تستطيع أن تفرز الناس، الذين كان الوضع يضغط عليهم، أو الذين تصرفوا برعونة، وهذا كله يحتاج إلى محاكمات عادلة.

مستقبل سوريا
يشعر الداعية الإسلامي بالتفاؤل حيال مستقبل سوريا رغم كل الصعاب، فإزالة نظام متسلط هي أشبه بعملية جراحية صعبة ومؤلمة، و لا تنتهي بسهولة، والشعب السوري لديه رصيد كبير من التسامح والتفاهم، وهذا واجب من يقودون المرحلة الانتقالية أن يظهروا ذلك، واجب أن يعرفوا ماهية هذا الشعب وقدرته، قيادة المرحلة الانتقالية يجب أن تمر بمرحلة توعية، و زرع المودة هي أهم مرحلة، ويؤكد الداعية الإسلامي أن المرحلة الانتقالية ليست فقط عملية سياسية ولكنها سياسية واجتماعية و أخلاقية.

ويعتبر الداعية أن الشعبين الليبي والعراقي متسامحان أيضاً، رغم الأحداث المأساوية التي تحصل، ولكن القهر رفع عنهما بطريقة مؤلمة، وهذه الشعوب تتصرف الآن من خلال الإفرازات المؤلمة السابقة.

التطرف
لا يشعر الداعية الإسلامي بالخطر، من وجود جماعات متطرفة في سوريا، و موقفه هذا كما يقول، فاجأ الكثيرين، و يضيف الداعية الإسلامي أحمد معاذ الخطيب أن الجسم الديني في سوريا بعمومه لا يقبل الأفكار المتطرفة، لأن له تاريخاً دينياً عريقاً ، له تاريخ اجتماعي وأخلاقي، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، وجود جماعات متطرفة لا يمثل ثقلاً على المستوى السوري، ويحمل الداعية المجتمع الدولي مسؤولية ذلك، نتيجة التباطؤ في اتخاذ قرار يوقف المجازر في سوريا.

ويوضح الداعية، أن تحرك مشاعر مسلمين في العالم أمر طبيعي، ولكن عندما يتجاوز هؤلاء المسلمين، مسألة الفهم الداخلية، والعقلية السورية التي تحمل الدين المنفتح المتسامح، سيسقطون ويضيف أيضاً، أن التيارات الإسلامية بشكل عام، لا تشكل خطراً على مجتمعاتها، أو على المجتمع الدولي، ويؤكد أن هناك فوبيا من الإسلام سواء أكان متسامحاً أم متطرفاً، المسلمون في أنحاء العالم يشعرون بالظلم من ذلك، ويشير إلى أن بلداناً كثيرة لا يتاح للمسلمين فيها أية فرصة للحرية، ويؤكد أن كل فكر متعصب، يستطيع أن يمد بساطه بين الناس، لكن الحياة ترفض التطرف والتعصب لأنها متوازنة، والدين يريد بناء إنسانية الإنسان لا تدميرها.

التغول الديني واللاعنف
يعتبر الداعية الإسلامي، أن هناك الآن تغول في طرح الأفكار، وهو تغول قد يؤذي أصحابه أولاً، بالإضافة إلى الأذى الذي يصيب الآخرين.

لكنه يؤمن بالنضال “اللا عنفي”، ويعتبر نفسه “لا عنفياً”، لأنه يؤمن بالكلمة، ويؤمن أن السلم هو مصير البشر، والتعامل الإنساني هو طريق الإنسانية، و إذا كان النظام السوري، قد أجبر الثورة على حمل السلاح، فإن الكثير من المظاهرات مازالت سلمية، وهي الأعلى كنسبة، بالمقارنة مع الواقع السوري الآن.

لا يعتبر الداعية الإسلامي أن السياسة تغلبت على أحاديثه، لكنه يؤكد أن السياسة وسيلة لخدمة البلد والناس، وليست هدفاً فهو لا يفكر بأي موقع لا داخل حزب ولا داخل متاهات السياسة.

http://www.rnw.nl/arabic/article/829076

  

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف صوتيات ومرئيات, مقابلات إعلامية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.