( هَيتَ لك ) .. ” كلمات للشيخ د : عائض القرني “

تقول امرأة العزيز ليوسف عليه السلام : هيت لك قال : معاذ الله

وكلمة هيت لك فيها من الجذب والإغراء والفتنة ما يقود النفس الأمارة للاستجابة ، ولكن الله سلم وعصم ولطف.
ويا لمقام يوسف عليه السلام ، وقوته وصلابة عزيمته وجلالة نفسه يوم هزم هذا الإغراء الفاتن بالكلمة الطاهرة الخالدة ، معاذ الله .
وياليت كل مسلم إذا ماجت أمامه الفتن وتعرضت له الإغراءات أن يفزع إلى : معاذ الله ليجد الحفظ والصون والرعاية

ويحتاج المسلم كل وقت إلى عبارة معاذ الله ،
فالدنيا بزخرفتها وزينتها تناديه : هيت لك
والمنصب ببريقه وطلائه يصيح : هيت لك
والمال بهالته وصولته يقول : هيت لك
والمرأة بدلالها وحسنها وسحرها تعرض نفسها وتصيح : هيت لك

فمن ليس عنده معاذ الله ماذا يصنع ؟

وإن الفتنة التي تعرض لها يوسف لهي كبرى ، وإن الإغراء الذي لقيه لهو عجيب ، فهو عليه السلام شاب غريب في الخلوة وفي أمن الناس لأنها زوجة الملك ، ثم هي مترفة متزينة ذات منصب وجمال وشرف ومال
وهي التي غلقت الأبواب ودعته إلى نفسها فاستعصم ، ورأي برهان ربه ونادي : معاذ الله

فكان الانتصار على النفس الأمارة والهوي الغلاب ، فصار يوسف مثلا
لكل عبد غلب هواه ، خاف ربه ، وحفظ كرامته ، وصان عرضه.
ونحن في هذا العصر بأمس الحاجة إلى مبدأ :

معاذ الله

فالمرأة السافرة ، والشاشة الهابطة ، والمجلة الخليعة ، والأغنية الماجنة كلها تنادي : هيت لك
وجليس السوء ، والصاحب الشرير ، وداعية الزور ، وشاعر الفتنة كلهم يصيحون : هيت لك
فإن وفق الله وحصلت العناية ، وحلت الرعاية صاح القلب صيحة الوحداني : معاذ الله.

 

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف غير مصنف. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.