( مراد والتفاحة )

صادف أن مراد تغيب يوماً عن المدرسة ، فوجدها التلاميذ فرصة عظيمة ليقولوا للمربي : لقد كنا نظن أنه يوجد عدل هنا!

قال المربي: أيها الأحباب ، من أخبركم أن هذا غير صحيح؟

قال التلاميذ : أنت تهتم بمراد أكثر منا !

ابتسم الأستاذ : لأنه يسأل أكثر أعطيه وقتاً أكثر فيستفيد أكثر.

قال التلاميذ : لا دليل على أنه يستفيد أكثر.

تابع الأستاذ ابتسامته : التجربة هي الحكم.

صاح التلاميذ : نحن جاهزون

في اليوم الثاني قال الأستاذ للجميع : سوف أعطي كل واحد منكم تفاحة …

استغرب التلاميذ هذه الهدية المفاجئة!

تابع الأستاذ : أريد من كل منكم أن يأكل التفاحة في مكان لايراه فيه أحد … والموعد غداً!

سُرَّ التلاميذ بهذه الوظيفة التي لا تعب فيها … وانصرفوا …

في اليوم الثالث بدأ الجميع يومهم بانشراح شديد … فقد كانت وظيفة البارحة أسهل وظيفة أخذوها في تلك المدرسة!

سأل الأستاذ : هل أكلتم التفاح في مكان لم يركم فيه أحد؟ هل فعلتم الوظيفة؟

بثقة بالغة صاح الجميع : نعم … نعم ..

لوحده مراد تقدم ومعه تفاحة بيده … نظر رفاقه … إنها تبدو من نفس النوع الذي وزعه الأستاذ البارحة!

قال مراد : لقد فعلت الوظيفة كما طلبت يا أستاذ ، وهذه هي التفاحة!

فغر التلاميذ أفواههم وصاح مقدمهم : بالله عليك .. هل إحضار التفاحة غير مأكولة معناه أنك قمت بالوظيفة؟ هل تعني أننا جميعاً لم نفعل ماطلبه الأستاذ؟

بعينين تشعان بالحب قال الأستاذ : إشرح يامراد لإخوانك الأعزاء لماذا لم تأكل التفاحة؟

أجاب مراد والدموع تكاد تخرج من عينيه : لقد كانت أصعب وظيفة في حياتي.. قلت لنا أن نأكل التفاحة في مكان لايرانا فيه أحد … … حاولت كثيراً …فلم أستطع ….. لقد وجدت الله ينظر إليّ في كل مكان.

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف تذكرة, منائر. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.