تساؤلات حول الحكومــة المؤقتة… أحمد معاذ الخطيب

هناك أسئلة كثيرة منها: لماذا الكلام عن الحكومة المؤقتة؟

الائتلاف مظلة سياسية للعمل أريد لها أن لا تتجاوز حجماً معينا، فتمت المحافظة عليه دون أن يكبر وساعد على ذلك خنق اقتصادي، وضعه في مواجهة مع من يمرون بأقسى الظروف، وتم الاعتراف السياسي به ولكنه لم يترافق مع اعتراف قانوني (الاعتراف السياسي مكسب ليس قليل وأحرزنا به نجاحاً كبيراً).. ثم تم جمع كثير من القوى العسكرية لتشكيل مجلس تم غمره بالوعود مثل الائتلاف ولكنه يعيش في حصار اقتصادي شديد (أخجل من ذكر بعض وقائعه)..

صار عندنا مظلة سياسية وقوة عسكرية ولو في الحدود الدنيا، وبقيت هناك حاجة إلى جسم تنفيذي (حكومة)..
بغض النظر عمن سيؤلف الحكومة، هل هي ضرورية أم لا؟

المناطق شبه المحررة تتفلت بكثير منها الأمور الخدمية ولا أذيع سراً أن كثيرا من مواد الإغاثة قد سرقت أو نهبت من قبل عصابات تستغل الانفلات الأمني، أما حقول النفط فالعديد منها أصبح بقبضة مجموعات مسلحة بعضهم يحميها وبعضهم يسرقها، بل يلقي ببعض نفاياتها في المياه التي تهدد بكارثة بيئية مخيفة.. وجود حكومة ضروري للاستقرار ولكن ما الفائدة إذا لم يكن هناك مال بين يديها؟

زرنا بلاداً كثيرة وقلنا لهم: نريد دعمكم بحيث لا يقل عن 3 مليارات دولار وبضمانات خطية واضحة، ولن تفيد حكومة لا مال لديها، وستصبح فاشلة ولا يريد الناس ذلك.
بالإضافة إلى أمر آخر: لا نريد أن تتدخل دول شقيقة ولا صديقة في تشكيلها.. هناك من يسمع وهناك من يعد وهناك من يوافق..

عدم وجود حكومة مع وجود فوضى قد يدفع مجلس الأمن إلى تعيين حكومة من قبله!! تحت البند السابع (أي ملزمة القرارات) وهذا ليس في مصلحة سورية بحال.. وقد يقرر إرسال قوات دولية.. وهو شيء خطير كذلك ولا أحد يدري ما هي المخططات وراءه.

نحن بين نارين:الدفع نحو قرار إنشاء حكومة وخطورة إفشالها، وعدم تشكيلها مع خطورة التدخل الدولي..

المعركة في سورية ليست بين نظام متوحش وشعب مضطهد بل هي ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية، ورغم أهمية امتلاك الأرض فليس بالسلاح وحده تعيش الشعوب..

المجتمع الدولي ليس مستعجلا ويمكن لمشاغل موظف كبير أن تؤجل موعدا ما لشهر أو أكثر.. الدول ليس لها مشاعر ولا تحس بالبرد ولا الجوع ولا آلام الأطفال ولا تسمع صرخات المعذبين في السجون..

الوعود خلال الأيام الأخيرة تبدو مشجعة ولكن: ماذا إن لم تحصل؟ هناك أفكار يدعو إليها البعض ومنها تشكيل حكومة داخل الأراضي الحرة تقوم على اقتصاد حربي بسيط.. هناك اقتراحات أخرى لا مجال لبحثها الآن.. ولكن الشيء المؤكد أن شعب سورية لن يعود إلى العبودية بحال وأن الظلم لن يدوم.
أحمد معاذ الخطيب

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف مختلفة, منائر. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.