مقابلة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب مع قناة العربية – استوديو بيروت

فيديو مقابلة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب مع برنامج استوديو بيروت على قناة العربية

 


نص مقابلة الأستاذ معاذ الخطيب في برنامج استيديو بيروت على قناة العربية:

موضوع الحلقة الذي طرحته مقدمة البرنامج جيزيل خوري:
• بين “مبادرة الحل” وإصراره على الحرب، هل نعى الرئيس الحل السياسي في سوريا؟ ما هو رد المعارضة وهل تملك إمكانية الحسم العسكري؟
• إلى أين تتّجه الأزمة السورية؟ وهل باتت البلاد أمام حرب مفتوحة بعد تجاهل الأسد المساعي الخارجية، لاسيما منها مهمّة الأخضر الإبراهيمي؟

جيزيل خوري: مساء الخير وأهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من استديو بيروت، ومن لبنان المثلج نحاور الليلة عبر (اللينك) من القاهرة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب في استيديو بيروت الليلة.

*** تقريرقصير يوضح موضوع الحلقة ***

جيزيل خوري: مساء الخير أحمد معاذ الخطيب عبر (اللينك) من القاهرة … لا أدري إن كان طقس القاهرة بارد كما هو في بيروت حيث الثلوج تساقطت على الساحل؟

أحمد معاذ الخطيب: نعم بارد وممطر ونرجو الخير لكل الناس.

جيزيل خوري: الشيخ أحمد معاذ الخطيب…حقيقة كيف رأيت مبادرة الرئيس بشار الأسد؟ نحن نعرف أنكم ضد المبادرة ولكن كيف فسرتها وبرأيك لمن هي موجهة؟

معاذ الخطيب: بصراحة… رأيي بأنها ليست مبادرة بل هي كسب و إضاعة للوقت، لأن هذا الكلام كله ذكر من بداية الثورة ولم يتحرك أبداً هذا الكلام ليأخذ أي شكل جاد وفعلي، ووجه في خطابه خمس رسائل حقيقة مؤلمة جداً، أنا أسميه خطاب الوداع الأخير أو خطاب الوداع ما قبل الأخير.

جيزيل خوري: نعم ولكن – لو سمحت – رئيس هيئة التنسيق المعارضة في الخارج هيثم مناع يعتبر أن الأسد انتهز بما وصفه عمليات ناجحة للجيش السوري جرت مؤخراً وخاصة في معركة دمشق. هل هو استنهاض لجمهوره لأنه حقق بعض الانتصارات الميدانية؟

معاذ الخطيب: أختي… أنا أظن أن هذا الخطاب هو فقط لتشجيع نفسه لا لتشجيع جمهوره ولا لتشجيع جيشه. لأننا نحن نعرف هذا الجيش من أبناء البلد، ونعرف الوضع الذي يقاد به هذا الجيش، وكيف يتفتت؟ وكيف يعيش؟ وحالته مزرية جدا. فهو خطاب يشجع به نفسه ويتجلد من أجل أن يبقى أكثر .

جيزيل خوري: ألا تعتقد أنه موجه لروسيا وللحل السياسي الروسي؟ أو موجه للأخضر الإبراهيمي لقطع طريق لهذا الحل السياسي؟

معاذ الخطيب: لا أختي … أنا أعتقد أن هذا الرجل يعيش في وهم في جو خاص به، وهو يحاول أن ينقل هذا الجو للخارج متجاوزاً كل الظروف الموضوعية التي تحيط به، وهذا ما يعقد المشكلة أكثر. ولكن الأرض هي التي ستنطق في النهاية، والثورة ستمضي في طريقها. هناك معطيات مادية موجودة لا يستطيع خطاب أي شخص أن يتجاوزها أو يقفز فوقها.

جيزيل خوري: إذاً سمعت الذي قاله الرئيس بشار الأسد … هل هذا يعني أنه يريد أن يحاور الدول الغربية ؟ ومن يدعم الائتلاف الوطني السوري؟

معاذ الخطيب: أختي هو يريد أن يحاور نفسه لأن الدول الغربية والشرقية والصديقة والشقيقة والمحبة للسلام والمحبة لغير السلام كلها أتت وحاولت أن تساعده للخروج من الأزمة التي أوصل البلاد إليها، وضيق الخناق فيها على الأمة وحرم الناس من حرياتها البسيطة. وهذا النظام للأسف الشديد لم يستجب لنصيحة صديق وخسر كل أصدقائه. هو يخاطب نفسه و لا يخاطب أحدا. ومواقف الدول أعلنت. لديه بعض الحلفاء التقليديين روسيا الصين إيران، و قد مللنا من سماع هذا الموضوع، وباقي الجهات كلها نصحته وكلها كانت بصراحة تجده الصديق الجيد وهو خسرها بتصرفاته. وكما قلنا مرات عديدة “عدو عاقل خير من صديق جاهل” وهو كان الصديق الجاهل الذي أضاع كل شيء.

جيزيل خوري: طيب هو لديه أصدقاء يعتمد عليهم مثل روسيا والصين وإيران… أنتم من أصدقائكم؟ على ماذا تعتمدون؟

معاذ الخطيب: والله أختي الكريمة سأقول لك بصراحة… هناك إخوة كثر يسألوننا من يدعم المعارضة و من يدعم الائتلاف؟ أكيد هناك قوى إقليمية وقوى دولية لها مصالح متشابكة ومتعارضة، لكني أقول أن الشعب السوري الآن (وقد ذكرنا هذا الشيء مرات كثيرة) مهما تلقى الدعم والمساعدة فقد دفع ثمن حريته من دمه. والشعب السوري الآن تعرض لتجويع وحصار وهو سيتابع طريقه، قد تدعم بعض الدول، و قد لا تدعم، و قد تفي بعهودها، و قد لا تفي بعهودها، و لكن الشعب السوري دفع ثمن باهظ جداً جداً فهو بالأساس يحمل قضيته بنفسه، وبعد ذلك إن أتى العون كان هناك مزيد خير، وإن لم يأت ذلك العون فإنه (الشعب السوري) قد عاش في أقسى الظروف وسيتابع طريقه، سواء يوجد أصدقاء أم لم يوجد أصدقاء.

جيزيل خوري: نعم… ولكن حتى حضرتك قلت كنا موعودين بسلاح أو توجد بعض البلدان تمنع دخول سلاح أو نوعية سلاح مهمة إلى الجيش الحر؟ يعني بالنهاية الدول متكتلة لتدمير سوريا! هو يتكل على أنظمة نعرف ما هي ولكن ماذا تفعل البقية؟

معاذ الخطيب: أختي… هناك مصالح إقليمية ومصالح دولية، سوريا أصبحت بصراحة ساحة لتصفية الحسابات، وهذا النظام برعونته هو الذي أدى بالساحة إلى أن تصل لهذه النتيجة. كانت مطالب الشعب السوري بسيطة جداً و كل الشعوب تحتاجها، لم يتعامل معها النظام بإيجابية من اليوم الأول، وأنا من أول مظاهرة خرجت في دمشق رأيت العصي الكهربائية ثم الضرب ثم الاعتقال ثم السجون ثم ثم … هذا النظام يعيش في تأليه لنفسه فهو الذي أدى لخراب البلد بهذه الطريقة. لا أحد بقوى المعارضة كلها يتمنى هذا المصير الذي تمشي إليه البلد!

جيزيل خوري: شيخ أحمد معاذ الخطيب… قوات النظام لم تستطع أن تحسم المعركة بعد سنتين أو أقل من سنتين، الجيش الحر أيضاً يحتاج ليحسم المعركة ربما سنوات أو أشهر؟ ما هو حلكم لهذه الأزمة السورية بعيداً عن تدمير البلد وعن قتل الناس؟

معاذ الخطيب: أختي هذا الكلام من أول أيام الثورة السورية… شخصياً طرحت أكثر من مبادرة وكنت أكافأ وراء كل مبادرة بالاعتقال، هذه بلدنا ونحن لا نرضى أبداً بتفتيتها ولا تمزيقها. رعونة النظام وظنه أن الشعب السوري هو شعب من العبيد أدت إلى هذه النتيجة. الشعب السوري قرر أن يتابع طريقه في الحرية، يصفه هذا الرجل بما يشاء فهذا شأنه، كل قوى المعارضة تتمنى أن تحل الأمور بطريقة سليمة. أنا عندي الآن (وطبعاً الائتلاف) سيعقد اجتماع قريب لتقرير مبادرة ما أوالرد بشكل رسمي، أنا أقول فكرة بسيطة جداً… يعني إذا كان الثوار كلهم مجرمون كما وصفهم، وكل من في الخارج متعاملون، وكل المعارضة سيئة، طيب أنا أقترح اقتراح بسيط جداً … ليدعوا أقرب الناس في الداخل ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء ليستلموا حكومة انتقالية ويتنحى هذا الرجل! وعندعا تنتهي المشكلة ببساطة شديدة ونحن نتعامل مع أبناء شعبنا مهما كانوا من أي طائفة، من أي حزب، من أي مجموعة … ما عندنا مشكلة. أما عندما يقول أنه في الشعب السوري كله ما في أحد يحاوره فهذا ينقض كلامه في البداية، و بعد ذلك فهو تحقير للشعب السوري كله، حتى للمعارضة الهشة الموجودة في الداخل، و التي يحاول النظام أن يستثمرها و لكن ما مشي حالها في الأخير و هو لفظها و رفضها. فعندما ينظر إلى الشعب بهذه الطريقة فلا يمكن عندها الحديث بأنه هو يعرض مبادرة و أن الثورة تساهم في الاشكالات. بالعكس الثورة كلها تتجه الى حماية مصالح الشعب السوري. و الشعب السوري منذ أول يوم … هناك كلمة أحب أن أعلق عليها و لو أخذت دقيقتين اذا سمحتي؟

جيزيل خوري: نعم تفضل…

معاذ الخطيب: قال (بشار الأسد) أن الثورة السورية لا فيها مفكرين و لا فيها فكر و لا فيها قادة. و أنا أقول إن أول مفكر – و أنا أعلن اسمه وسأسميه عطر الثورة السورية – هو الشهيد غياث مطر، و إذا كان بشار الأسد لم يسمع عنه فليقرأ عنه مرة ثانية، هذا الرجل كان يحمل الورود و الماء البارد إلى كل الجنود و عناصر الأمن ليقول لهم: “نحن نبحث عن الحرية و نحن لا نبحث عن تخريب البلد” هذا الرجل كوفئ بالاعتقال و عذب عند جميل الحسن -الذي سيأتي اسمه إلى محكمة الجنايات الدولية قريبا بإذن الله تعالى- هذا الرجل عذب و اقتلعت حنجرته و وضعت في كيس نايلون و سلمت الى أهله! فكر هذا الرجل (فيما إذا لم يسمع بشار الأسد باسمه فعليه أن يعرف) أن هذا هو الفكر الذي تحلمه الثورة. و هو (بشار الأسد) يتصرف مع الثورة الآن مثل فرعون تماما و هو يقتل كل أبناء شعبه حتى لا يخرج منهم قائد، و هو الذي قال أنه لا يوجد بالثورة السورية قادة، و كل طفل من أبناء الشعب الثوري هو بذرة قائد، بداية من أطفال درعا إلى نساء بانياس، إلى أهلنا في الجزيرة، إلى أهلنا في الشمال، إلى الأطفال الذين هم لاجئون في كل المناطق في سوريا و كل واحد منهم بذرة قائد. هذه الفرعونية انتهت و الشعب السوري سيتابع طريقه و ليفعل بشار الأسد ما يشاء

جيزيل خوري: إذا تسمح سنتوقف لحظات مع الإعلان و ثم سنرجع لنتكلم عن الحل و عن الحكومة و علاقتكم بالجيش الحر

****** فاصل عند الدقيقة10.00 *****

جيزيل خوري: نعود إلى برنامج استيديو بيروت و ضيفنا عبر اللينك من القاهرة الشيخ أحمد معاذ الخطيب رئيس الإئتلاف الوطني….. الشيخ أحمد معاذ الخطيب: أنت سبقت و قلت أن هناك مباردة ستتبلور خلال أيام من الإئتلاف الوطني و قلت أنكم تقبلون بأي حكومة (إنتقالية) تتألف من القوى التي هي داخل سوريا… فهل هناك بنود أو نقاط أخرى ستناقشونها بالنسبة لهذه المباردة؟ و هل يمكن أن تعطينا فكرة عما من الممكن أن تكون عليه هذه المباردة؟

معاذ الخطيب: أختي قلت لك أن المباردة الرسمية سوف تخرج. و أنا أقول لك عن فكرة عامة أطرحها الآن

جيزيل خوري: نعم…

معاذ الخطيب: هذا الشخص (بشار الأسد) يعتبر أن سورية كلها تختزل به. لا يوجد أحد، و لا يمكن لأحد أن يتحرك، و لا يتصرف، و لا يدير، و لا يقود حكومة! إن في الداخل كفاءات عالية من أبناء شعبنا الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء، ليتنحى هذا الرجل و ليعطي حكومة بصلاحيات كاملة، أي أنها تدير كل الدولة و كل البلد، من الناس الذين في الداخل، هذه حكومة انتقالية تمهد لمشروع سياسي، و يمكنها أن تتفاهم مع المعارضة و تتفاهم مع كل القوى في الداخل و في الخارج. و شعبنا يمتلك الكفاءات. أما مصادرة كل القرارات..

جيزيل خوري: مين ما كان بيرأسها؟ يعني مثلا إذا كان فاروق الشرع هو رئيس هذه الحكومة كما اقترح فهل تقبلون به؟

معاذ الخطيب: يا أختي… إذا كان لدينا حكومة إنتقالية بصلاحيات كاملة، و هذا الرئيس (رئيس هذا النظام) يعلن أمام الناس أنه تنحى، لأن الشعب السوري ليس شعبا يتيما و لا عاقرا، و لن يقف على آل الأسد و لن ينتظر إلى يوم الدين ليخرج من إطارهم! يتنحى هذا الرجل و يعلن أمام الناس خلال شهر أو خلال شهرين، و تسلم البلد إلى حكومة انتقالية من الناس الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء مع صلاحيات كاملة للحكومة، و بعد ذلك تتفاهم مع كل الناس في الداخل و الخارج و تنتهي القضية…

جيزيل خوري: شيخ معاذ الخطيب… أنت التقيت مرتين بالأخضر الإبراهيمي و آخر مرة منذ ثلاثة أيام. هل هناك مبادرة واضحة سياسية من الأخضر الإبراهيمي؟ و اذا صحيح هذا الشيء فهل فيها من نقاط ضعف؟ و هل فيها من نقاط تجتمعون أنتم و هو عليها؟ يعني هل يمكننا أن نقول أنكم تتوافقون مع الأخضر على هذه المبادرة؟

معاذ الخطيب: يا أختي.. الأخضر الإبراهيمي يحاول تقريب وجهات النظر على الصعيد الدولي و على الصعيد المحلي. يعني مثلاً الروس لديهم فكرة و الأمريكان لديهم فكرة و هو يحاول أن يوجد صيغة، و حتى الآن لم تخرج صيغة تقدم حلا واضحا للمسألة! و هو ووجه و كما سمعت أنت

جيزيل خوري: نعم…

معاذ الخطيب: آسف للقول… الإهانات التي وجهت له مع أن هذه الرجل بصراحة حتى قوى في المعارضة لا يعجبها حركته و غير ذلك. هذا الرجل وسيط و حتى الآن لم تطرح مباردة واضحة للأمر و هذه هي خلاصة الموضوع. و عندما تقدم مباردة واضحة يتعامل معها الناس. هو حتى الآن يقرب وجهات النظر و لم يحصل على نتيجة ايجابية من دمشق كما فهمنا منه.

جيزيل خوري: نعم… هو غدا (الجمعة) سيلتقي الامريكين و الروس.. و انتم ما اعتراضكم على المباردة الروسية؟

معاذ الخطيب: أختي… بالنسبة للمبادرة الروسية فأول شيء حتى الآن روسيا لم تعترف بأن هذا الشعب يذبح! و الروس ينشغلون ببعض الأمور الجانبية بدل الاتجاه الى لب القضية! هم يقولون نريد حل سياسي… طيب و نحن أيضا نريد حل سياسي و لكن على حساب ماذا؟ هل على حساب دماء الناس! قالوا: يبقى بشار الأسد للـ 2013 مع إعادة فرصة انتخابه… طيب هل هذا يعقل بعد كل هذا الدمار! أنا قلت على فضائية أخرى أنه في سوريا لمن يريد الحصول على رخصة قيادة سيارة فإنه يحتاج الى سجل عدلي نظيف. الآن يوجد لدينا 62 ألف شهيد فأين هؤلاء؟ هذا غير البنية التي دمرت!!! هل تسمحين لي بدقيقة أذكر لك قصة ذكرها الأستاذ ميشيل كيلو

جيزيل خوري: نعم تفضل…

معاذ الخطيب: كان هو (ميشيل كيلو ) في السجن، و استدعاه مرة السجان و أخذه إلى غرفة فيها امرأة و طفل صغير، طُلب من ميشيل كيلو أن يحكي قصة للطفل، فبدأ ميشيل يروي قصة بدأها (كما أذكر!) بذكر عصفور جميل و عندها قال الطفل: “شو يعني عصفور؟!”. فقال ميشيل: كان في حديقة جميلة فقاطع الطفل: “شو هي الحديقة؟!” فقال (ميشيل) : في بستان في طابة ….. هذا الطفل ليست عنده أي مفردات! و صارت الأم تبكي و عندها سألها ميشيل عن قصتها؟ فقالت الأم: أنا صار لي معتقلة في هذه الزنزانة 6 سنوات، و هذا الولد نتيجة إغتصاب من 4 سنوات، ولد في الزنزانة و بقي معي داخلها.
هذه أصغر جريمة يمكن تنسب إلى النظام و رئيس النظام و أركان النظام، لايظن أحد أننا نعادي شعبنا، نحن عندنا قائمة بـ 200 الى 250 اسم هي قائمة سوداء، و هؤلاء هم المجرمون الذين يوجهون كل الجرائم في البلد، و ستتوجه اللجنة القانونية إلى المحكمة الجنائية الدولية، و أقول لهم: لا تظنوا أن ماحولكم من القوى والسلاح سيحفظكم، جنرال بينوشيه بعد 30 سنة و هو عمره 80 سنة جر جرا إلى المحكمة، و سفاح السلفادور بتشيلي الذي قتل الناس! عندنا قائمة سوداء و بعد ذلك نحن نريد بناء مصالحة وطنية بين الناس، المجرمون في هذا النظام لا يشعرون بجرائمهم بل يتفاخرون بها، اليوم ارتكبت جريمة كبيرة يا أختي بحق الطائفة العلوية و لم يدري بها أحد فهل سمعت أنت بها؟؟؟

جيزيل خوري: كيف يعني قتل 12 مدني؟ تفضل …

معاذ الخطيب: هذه جريمة من الجرائم ، اليوم (يا أختي) صار تبادل للمعتقلين .. لا بد و أنك سمعت بذلك؟

جيزيل خوري: نعم الإيرانيين بدل المعتقلين السوريين..

معاذ الخطيب: نعم … عندنا بطل من أبطال الثورة السورية (رئيس المجلس العسكري للغوطة الشرقية). هذا الرجل رفض أي فدية مالية، و رفض أي ابتزازات، و أطلق سراح من يطيق من كل أبناء الشعب السوري، من كل الإتجاهات و كل الطوائف، لأن هذه هي حياتنا و نحن ماعندنا إشكالات مع أي طائفة أخرى، أما النظام فقد رفض عدة مرات أن يساهم في إخراج و إطلاق 200 ضابط علوي معتقلين في حلب! حتى هذه الطائفة (العلوية) يقدمها للذبح، يقدمها من أجل أنانية الكرسي، هذه جريمة لم يحس بها الناس. و نحن نقول -بغض النظر عن خصومتنا السياسية- نقول أن كل واحد من أبناء هذا البلد عنده عائلة و عنده أهل و عنده أولاد و نحن نتألم لكل واحد منهم. النظام هو الذي وضع الجميع في مواجهة بعضهم، نحن بصراحة لنا تواصل مع كل إخواننا من كل الطوائف، خصوصاً مع إخواننا العلويين في أعلى مستويات الدولة، لذلك نطالب مرة بعد مرة أن تبقى الناس في مواقعها. و ذلك حتى لا يحصل فراغ، و هناك صفقات سوف تتم مع أكبر رجال الدولة من أجل تقويض هذا الفساد الموجود، فاللعب علينا و إظهار الأمور بطريقة أخرى… الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري غير مسبوقة أبدا، هناك 84 مخبز قصفت يا أختي … أي دين و أي مذهب يرضى بهذا؟!

جيزيل خوري: الشيخ معاذ… أنت تلكمت على جريمة بحق العلويين.. أنت تتكلم عن 200 ضابط علوي رفض أن يطلق سراحهم؟

معاذ الخطيب: بصراحة… الأجانب عنده أغلى! الشعب السوري ينكب شو ما كان يكون!

جيزيل خوري: هل قتل هؤلاء؟ هل تقول أن هناك جريمة ذبح بحقهم؟

معاذ الخطيب: هؤلاء مأسورون في شمال سوريا، هذا الرجل (بشار الأسد) يتركهم أسرى .. أليست هذه جريمة؟ هذا إنسان يستطيع أن ينقذ أولاد بلده و لكنه يتركهم في الأسر!

جيزيل خوري: ما علاقتكم بالجيش الحر أنتم كإئتلاف وطني؟ هل يمكننا القول أن هناك جناج سياسي و جناح عسكري؟

معاذ الخطيب: نعم نحن المظلة السياسية لكل قوى المعارضة (التي تعمل ضمن رؤية الإئتلاف)، و الجيش الحر له آليته و تنظيمه و قيادته و نحن نتفاهم في الخطوط العامة و بيننا صلات بقنوات معينة.

جيزيل خوري: شو صار بالحكومة؟ كنا منتظرين حكومة من هذا الإئتلاف؟

معاذ الخطيب: أختي… الحكومة ماتزال تحت الإعداد، و هذا الأمر أحيانا (بأرقى دول العالم برلمانياً) يستغرق أشهر لتنضج الأمور، هناك وجهات نظر و هناك نقاشات في الموضوع و نرجو أن لا تطول كثيراً.

جيزيل خوري: أنا أريد أن أسألك عن وضع بعض المسلحين الذين يقال أنهم تابعين للقاعدة في الساحة السورية؟ ما ردك على هذا الموضوع؟ و خاصة و أنت تعرف أن هناك جهة معينة أصبحت على لائحة الإرهاب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

معاذ الخطيب: أختي الكريمة… النظام يبتز دول العالم من زمن بهذه الفكرة، عندما كان هو على صداقة بالدول الأخرى ، فهل كان هؤلاء ليسوا إرهابيين مثلا؟ الآن الشعب السوري كله إرهابي! والثوار كلهم إرهابيين! في كل بلد، في الولايات المتحدة و في الشرق و في الغرب توجد بعض المجموعات التي لها تفكير خاص (لنقل منحرف) هذا الأمر لا يعني التعميم و لا يعني الإطلاق. و قد قلنا مراراً كثيرة، كل إنسان و كل بنادق الثوار موجهة إلى جهة واحدة لإسقاط هذا النظام، و الفكر الدموي و الفكر التكفيري و الفكر الذي يهدد النسيج الوطني السوري نحن ضده، و ليس النظام ضده! نحن ضده لأن النظام هو الذي يخربنا و هو الذي يضعنا في مواجهة بعضنا البعض، هذ الفكر التكفيري مرفوض عندنا تماماً، و لكن النظام يحاول إبراز كل الثورة على أنها ثورة إرهابية و كل الناس ارهابيين! هؤلاء الذي دمرت بيوتهم كلهم إرهابيين؟ هالناس الذين يتحركون في القطر العربي السوري كلهم إرهابيين؟
أريد أن أذكر أمرا آخر… هذا النظام يجتث المجتمعات من جذورها و سأذكر لك قصة. و سأقول مجازاً للنظام :فليقل ما يشاء. نحن منذ ولادتنا يجتث تاريخنا و يجتث بنيتنا الإجتماعية. هذا النظام دخل لبنان فترة و أنت تعلمين أكثر مني؟ هل كان الشهيد صبحي الصالح إرهابياً؟ كمال جنبلاط إرهابييا؟ سليم اللوزي إرهابيا؟ سمير القصير إرهابيا؟ جبران تويني إرهابيا؟ هل كل هؤلاء الناس كانوا إرهابيين؟ طبعا لا و لكن هذه طريقة النظام التي ظهرت جليأ في لبنان. ظهرت والشعب اللبناني يعرف تمامأ هذا النظام القمعي الوحشي الذي يجتث المجتمعات من جذورها و يتعامل معها بوحشية غير مسبوقة. الشعب السوري المسكين عاش هذه الحالة لمدة 50 سنة. لم يحس به أحد… أما الآن فقد فجرت آلام الشعب السوري و بدأت الناس تحس به و بدأت المجتمعات تحس به ، بين مشفق عليه و بين ناصر له وبين متردد.

جيزيل خوري: هل تعتقد أن الحل سيكون عسكرياً؟

معاذ الخطيب: والله يا أختي… حتى في الجيش الحر… مثل العقيد أبو فرات (الذي استشهد من فترة بسيطة، وكان قائد فكري و قائد ميداني كبير والفيديو على اليوتيوب يؤكد ذلك)، كان أبو فرات يقول: “أنا أتألم مع كل واحد يموت من أولاد هذا البلد ، أتألم لكل آلية ندمرها”، لا أحد بالثورة السورية يتمنى أن تنتهي الأمور بحل عسكري. إلا إذا كان هذا النظام يريد أن يقمع الشعب السوري و يكسر رأسه، فالشعب السوري بصراحة لن يكسر رأسه و لن يستسلم.

جيزيل خوري: ماذا تتوقع؟ هل سيكون الحل عسكرياً أم سياسياً؟

معاذ الخطيب: سأدع توقعي الخاص و أقول دعي الامور تسير في طريقها. نحن نتمنى على العقلاء في النظام (بقيتهم طبعاً! و مازال هناك بعض العقلاء). و نحن نعترف أن بعض إخواننا في المعارضة لا يعجبهم هذا الكلام. هناك عقلاء داخل النظام و نحن على تواصل مع بعضهم، و ننتظر أن يكون لهم دور لكي تتابع الأمة طريقها بعيدا عن آل الأسد و من لف لفهم من العصابة التي جيرت البلد كلها لهذه الطغمة

جيزيل خوري: الشيخ معاذ الخطيب… أنا بدي أشكرك بنهاية هذه اللقاء و إن شاء الله يكون لنا لقاءات مباشرة وجها لوجه كما يقولون و ليس عبر اللينك. أريد أن تسمحلي لي أن أوجه كلمة صغيرة للاجئين السوريين في الأردن و تركيا و في لبنان خاصة .. حيث الثلوج تتساقط “إننا نفكر بهم و سنساعدهم قدر المستطاع” و شكرا للمشاهدين..

معاذ الخطيب: أختي الكريمة… هل تسمحين لي بنصف دقيقة إذا سمحتي لأخاطب إخواننا السوريين الكرام ، الآن نستقبل عشرات الإتصالات مع أجل إخواننا في مخيم الزعتري، من أجل إخواننا في مخيم السلام و أطمة و في تركيا. لا يظن أحد أننا ننساهم و هناك جيش من العاملين في الليل و النهار. و لكن المأساة أكبر بكثير بين الداخل والخارج. أنا أقول لكل السوريين و كل يوم أتلقى عشرات الإتصالات من أجل أن يقوموا بعمل.. أنا أناشد كل السوريين و أقول أن الحكومات تقدم المساعدات مشكورة… سواء إخواننا في الأردن و إخواننا في تركيا و كردستان و البعض من إخواننا مشكورين في لبنان و لكن هذا كله لا يكفي. أنا أطلب من كل سوري أن يتصل بأختنا ممثلة الإئتلاف في الأردن الأخت الكريمة ريما فليحان.. و من عنده كرفان يا أخواننا فينقله الآن إلى إخواننا في المخيمات، و من عندو بطانيات فلينقلها، نحن الشعب السوري لن نتذلل لأحد و لن نشحذ من أحد، إذا الدول أرادت أن تساعدنا و كثيرون هم من يساعدون في الإغاثة مشكورين. و لكن نحن نريد دعمأ أكبر منكم أنتم السوريون، هذا واجبكم الأخلاقي والديني والوطني، اللاجئون يعانون معاناة شديدة و أوجه لكم النداء … و شكراً جزيلاً للأخت جيزيل لإتاحة هذ الفرصة، يا أخواننا من عنده قدرة فليسافر للأردن و يغطي إحتياجات إخوانه، و ليكسب صدقة جارية ، ليبدأ بمشروع و يساهم بتغطية لبعض من يعانون و سيكون من وراء ذلك خير كثير …

جيزيل خوري: شكرا للشيخ أحمد معاذ الخطيب و شكراً للمشاهدين و إلى اللقاء الأسبوع المقبل

*** نهاية اللقاء ***

مع الشكر الجزيل لكل من ساهم بتفريغ النص

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف صوتيات ومرئيات, مقابلات إعلامية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

التعليقات مغلقة.